البداية..حكاية روح (الفصل الأول)

2.8K 86 14
                                    

البداية (حكاية روح)

الفصل الأول - بقلمي منى سليمان

* فارس الأحلام *

(البداية سلسلة من ثلاث نوفيلات لكل نوفيلا حكاية مختلفة، والحكاية الأولى فيها حكاية روح)... بسم الله نبدأ

***

أبداً لم يكن الأمر سهلاً.. لم يكن الصراع بداخلي عادياً..
كانت الصدمة كبيرة وكُلما تذكرت ما حدث تجدد نزيف قلبي وبعد ألف معركة بداخلي تخطيت سهم الخيانة، وبمرور الأيام رزقني الله جزاء الصبر ووهبني العوض عن كل مرار تذوقته وكل ظلم تعرضت له...

***

في السادسة والنصف صباحاً انطلق صوت ألة التنبيه فاستيقظت على الفور واعتدلت في جلستها والابتسامة تُزين شفتيها، وخلال دقيقة واحدة تركت فراشها وركضت إلى الحمام لتستعد للمغادرة، فاليوم هو يومها المنتظر... دقائق قليلة مرت قبل أن تترك غرفتها وهي بكامل زينتها، وبسعادة تقدمت من والدتها التي كانت تُعد طعام الإفطار وبعفوية وقفت على أطراف أصابعها وطبعت على وجنتها قبلة فانتقلت السعادة التي تعيشها روح إلى والدتها

- بنتي الحلوة كبرت ورايحة الجامعة
- عجزتي يا أم روح
- الظاهر كده، يلا بطلي لماضة وطلعي الأكل على السفرة وبعدين صحي الحاج لحسن موصيني ما تنزليش غير لما يشوفك

نفذت روح رغبة والدتها وجهزت المائدة ثم اتجهت صوب غرفة جدها فاصطنع النوم العميق وفشلت جميع محاولاتها في إيقاظه وبمجرد أن أدارت جسدها لتُغادر فتح مقلتيه وجذبها من يدها

- ضحكت عليكي

رددها ماهر بمرح فلوت روح ثغرها وقالت بضيق مصطنع: كده خضتني يا جدو، أنا مخصماك

- مقدرش على خصامك يا جميل وهصالحك حالاً

وضع الجد يده أسفل وسادته وأخرج علبة هاتف نقال من أحدث الماركات فلمعت عينا روح وتزين ثغرها بابتسامة لطالما أنارت درب جدها

- ده الفون اللي كان نفسي فيه

رددتها بنبرة صوت غلفتها السعادة ثم ألقت بجسدها في صدر جدها فضمها إليه بحنان وقال: وعلشان نفسك فيه جبته يا روح قلبي وعيني

ترقرقت الدموع بمقلتيها وابتعدت سريعًا عن صدره لكي لا تبكي فابتسم الجد لرقتها وتابع: روح جدها دموعها قريبة زي جدتها الله يرحمها

- الله يرحمها ويرحم بابا ويخليك ليا، بجد عمري ما حسيت أني يتيمة علشان أنت أبويا وجدي وأخويا وصاحبي
- لا كده أنا اللي هعيط، الصراحة مش قد الكلام ده وبقول يلا علشان نفطر وتنزلي ولا عايزة تتأخري من أول يوم
- لا طبعاً مفيش تأخير، أنا طالبة مجتهدة يا ماهر أفندي
- أفندي؟! طيب يلا يا لمضة

ترك ماهر فراشه فتأبطت ذراعه ومضت برفقة ثم جلست إلى جواره فدللها كعادته وأطعمها بيده فما كان من والدتها إلا أنها لوت ثغرها بضجر وقالت

البداية - منى سليمانWhere stories live. Discover now