البداية..حكاية روح (الفصل الخامس عشر والأخير الجزء الأول)

1K 55 9
                                    

البداية (حكاية روح)

الفصل الخامس عشر والأخير (الجزء الأول) - بقلمي منى سليمان

* البــدايـــة *

غادر ضياء الغرفة وجلس على المقعد المُقابل لبابها ثم أخرج هاتفه من جيب سرواله وأجرى الاتصال الذي انتظره عبد الله بفارغ الصبر وبعد أن أخبره ضياء بموافقة روح بزيارة شريف نطق الشهادتين وحمد الله كثيرًا ثم شكره وأنهى المكالمة...
على الجانب الأخر أعاد ضياء الهاتف إلى جيبه بذات اللحظة التي اقترب فيها سراج من الغرفة وقبل أن يدلف إليها استوقفه قائلًا

- معلش يا دكتور لو تقدر تنتظر دقايق، روح بتغير هدومها
- مفيش مشكلة، أنا كنت جاي أطمن على حرارتها والضغط قبل ما أكتبلها على خروج

قالها سراج بعد أن جلس على المقعد المجاور لضياء ثم تابع: هي وضعها الحمد لله مستقر بس لازم أشوفها تاني بعد أسبوعين علشان نعمل شوية تحاليل وسونار على الرحم وكمان هكتبلها فيتامينات مش هنقدر نبدأ فيها دلوقتي علشان الحديد بيزود السيولة

- أنا هجيبها لحضرتك العيادة أفضل
- زي ما حضرتك تحب، عنوان العيادة والمواعيد في الكارت، لأن في أيام بشتغل الصبح وأيام بالليل، يعني بحاول أظبطها مع مواعيد المستشفى
- ربنا يوفقك

ما أن توقف ضياء عن الحديث حتى فتحت زينب باب الغرفة لتدعوه للدخول بعد أن انتهت روح من إبدال ثيابها استعدادًا للمغادرة، فترك سراج مكانه ودلف إلى الداخل بينما غادرت زينب وجلست إلى جوار زوجها الذي لاحظ علامات الغضب على قسماتها فأحاط ظهرها بذراعه وقربها إليه

- مش متعود أشوفك مكشره
- أنا اللي مش متعودة أنك تزعلني
- زينب يا عمري، روح لازم تروح لشريف علشان تواجه خوفها وتنهى القصة
- روح محتاجة تنساه مش تقابله، أفرض لما شافته صعب عليها وقالت أرجعله

رمقها بنظرة اندهاش فرفعت بالمقابل أحد حاجبيها وأردفت: بتبصلي كده ليه؟

- أنتِ أزاي مش فاهمة بنتك؟! روح كانت زي الطير المحبوس بقفص وحد فتحله الباب فجأة، تفتكري الطير ده هيحبس نفسه بنفسه تاني؟

حركت رأسها نحو اليمين تارة ونحو اليسار تارة أخرى فتابع: روح فضلت ساكتة وصابرة علشان افتكرت أنك بعتيها وأن ملهاش لا مكان ولا حد تلجأ ليه، لكن دلوقتي هي واثقة ومتأكده أن ليها ضهر وسند

- أنا برضو خايفة وقلقانة من المقابلة دي
- علشان كده مش هتحضريها

بنظرة غضب رمته ثم ضيقت ما بين حاجبيها فحرك رأسه لأعلى وأسفل وبعد ذلك هتف: زي ما سمعتي بالظبط، حضرتك هتروحي ترتاحي وأنا هروح معاها

- أزاي عا...

قاطعها: من غير أزاي، روح محتاجة تاخد ثقة في نفسها، خوفك وقلقك هيوترها

البداية - منى سليمانWhere stories live. Discover now