البداية.. حكاية أمينة (الفصل الثاني عشر والأخير الجزء الثاني)

566 36 15
                                    

البداية (حكاية أمينة)

الفصل الثاني عشر والأخير (الجزء الثاني) - بقلمي منى سليمان

* حكاية أمينة *

في الثالثة والنصف عصرًا عادت وفاء إلى بيتها برفقة خالد الذي مر على الدار ليأخذه زوجته وابنه إلى المنزل... صعد إلى شقته ليضع محمد في فراشه، فقد غفى على غير عادته بمجرد أن ركب السيارة لأنه قضى وقته يلعب ويجري برفقة الأطفال، في حين اتجهت وفاء نحو شقة نجاة لتطمئن عليها ولتُخبرها عن السعادة التي وجدت أمينة فيها... دلفت إلى الداخل عبر المفتاح الذي أخذته من خالد ثم ذهبت مُباشرة إلى غرفة حماتها وبعد أن جلست أمامها على حافة الفراش، أخذت تُخبرها بتفاصيل اليوم السعيد الذي قضته برفقة صديقتها الغالية دون أن تنتبه لوجود سيد فقد استيقظ بذات اللحظة التي دلفت فيها إلى غرفة والدته وعندما وصل إلى مسامعه أسم أمينة توقف ليستمع لحديثهما عل قلبه يطمئن عليها.

- أمينة غلبانة وتستاهل كل خير والله، بجد فرحتيني يا وفاء.
- إيه رأيك تيجي معايا المرة الجاية؟
- ياريت، أمينة وحشتني جدًا بس زي ما أنتِ شايفة صحتي كل يوم في النازل.
- خالد هيوصلنا ويرجعنا زي النهاردة، وأصلا الدار مش بعيدة من هنا بين مكرم عبيد والتجمع ربع ساعة بالكتير وبعدين هي عند بداية شارع التسعين.
- ربنا بيسر ويقدرني وأجي معاكي، هي مقيمة في الدار؟

تساءلت نجاة فأجابتها بتلقائية: أوقات بتبات هناك وأوقات بتبات مع خالتها وأوقات بترجع بيت جدها، يعني على حسب المتاح معاها.

- ربنا يجعله في ميزان حسناتها ويرضى عنها ويراضيها ويعوض صبرها خير.
- يارب، هطلع بقى ارتاح شوية.

ما إن وصلت كلماتها الأخيرة لمسامع سيد حتى عاد إلى غرفته على أطراف أصابعه لكي لا تشعر وفاء بوجوده فتعلم أنه سمع كل شيء... أغلق باب الغرفة التي عاد إليها منذ عام بعد أن ترك شقته عله يتوقف عن الحنين للذكريات التي جمعته بأمينة، ثم أراح جسده على الفراش وبدأ يُفكر في حبيبته فاستيقظ على الفور شوقه لرؤيتها وبعد قرابة نصف الساعة ترك فراشه وأبدل ثيابه ثم حمل مفتاح سيارته ليذهب إليها ويراها ولو من بعيد.

***

قاد سيد سيارته بسرعة جنونية ليصل إليها في أقرب وقت وبمجرد أن وصل إلى شارع التسعين بدأ يسأل المارة عن مكان الدار وبالفعل نجح في مهمته وأرشده أحدهم إلى العنوان... أوقف سيارته على مقربة من البوابة وانتظر بها عل الزمن يُهديه الفرصة فيراها ويرتوي بعد ذلك شوقه إليها... مر على وجوده بالسيارة ساعة ونص وبالرغم من ذلك لم ينل مراده فشعر بخيبة الأمل وقرر أن يعود من حيث أتى فأدار مُحرك السيارة وكاد أن ينطلق بها لكن صوت قلبه تحكم به فأطفئه مرة أخرى وبعد ذلك ترك السيارة ونحو الدار مضى حتى وصل أمام البوابة فسمح له الحارس بالدخول بعد أن كذب عليه سيد وأخبره أنه أتى ليُقدم التبرعات إلى الدار... بخطوات بطيئة وقلب نابض بقوة دلف وطلب من الموظفة التي استقبلته مُقابلة أمينة فنفذت رغبته ودلفت إلى الداخل وبعد دقائق عادت إليه.

البداية - منى سليمانحيث تعيش القصص. اكتشف الآن