البداية..حكاية روح (الفصل العاشر)

941 49 8
                                    

البداية (حكاية روح)

الفصل العاشر - بقلمي منى سليمان

* فرصة أخيرة *

مرت الأيام والأشهر كلمح البصر، ومر على زواج شريف وروح عامًا ونصف تبدل خلالهم حال الجميع
* على عكس الفصل الدراسي الأول الذي تخطته روح قبل الزواج بتقدير جيد جدًا، تخطت الفصل الدراسي الثاني من عامها الأول بتقدير مقبول، وبذات التقدير تخطت الفصل الدراسي الأول من عامها الثاني والآن تنتظر نتيجة الفصل الدراسي الثاني... طوال هذه الفترة حملت أعباءً فوق طاقتها، ما بين الدراسة وتعلم الطهي وحقوق شريف الزوجية، فلم يتنازل ولو لمرة واحدة عن حقوقه حتى بأيام الامتحانات وبالرغم من كل ذلك كانت غارقة في حبه، الأمر الذي دفعه لفرض سيطرته عليها أكثر وأكثر، فعاش بقربها حياة الملوك وكانت هي الجارية الوحيدة بمملكته وفعل بها ما يحلو له... كان يعشقها بكل جوارحه ويخشى بُعدها لكن عشقه لنفسه تخطى كافة الحدود، وكُلما لمس ضعفها وخضوعها ازداد غروره وأنانيته وتملكه...
* تفننت مديحة في إفساد سعادة روح فلم تترك فرصة إلا واستغلتها لتُؤذي مشاعرها، كما أنها لم تترك باب دجال إلا وطرقته ليُساعدها على تفريقهما، لكن السحر انقلب على الساحر فشريف كان دائم الشجار معها ليُدافع عن بقاء روح إلى جواره الأمر الذي أفسد علاقته بأمه أكثر...
* حقق محمد نجاحًا باهرًا في عمله ما ساعده على قتل مشاعره تجاه روح فتعود على غيابها بل وتوقف عن الحنين إليها ووقتها أمن بمقولة البعيد عن العين بعيد عن القلب، كما أمن بأكذوبة الحب الأول...
* بالرغم من مرور كل هذا الوقت إلا أن ضياء لم يفقد الأمل في اقتراب يوم اللقاء، كان لزينب السند والأمان كُلما احتاجت لوجوده ما زاد تعلقه بها أو كتعبير أدق ما زاد عشقه لها...
* على خطى ضياء سارت زينب فلم تفقد الأمل في استعادة ابنتها، فكانت دائمة الذهاب للجامعة لتُقابلها لكن روح رفضت التعامل معها والتحدث إليها بناءً على تعليمات شريف...
***

أوقف سيارته أسفل العقار ثم ترجل على عُجالة ودلف إلى الداخل، وبمجرد أن صعد إلى شقته أخذ يُنادي على روح، فتركت ما كانت تفعله بالمطبخ وركضت إليه، وعندما رأت سعادته تساءلت بفرحة

- النتيجة طلعت ونجحت مش كده؟

رفع كتفيه وأجابها: ملحقتش أعدي على الجامعة، بكرة هبقى أروح

- لسه هستنى لبكرة
- وإيه المشكلة؟
- طيب ممكن أكلم حد من زمايلي يجيبهالي لما تظهر؟
- لا، قولتلك ألف مرة مش عايزك تصاحبي حد ولا تسرقي من وقتك في مكالمات ملهاش لازمة، أنا وبيتك أولى بوقتك واهتمامك

بقليل من الحدة ردد كلماته فأسرت روح دموعها بصعوبة لكي لا تُغضبه أكثر وعندما لاحظ شريف ذلك اقترب منها وهتف بهدوء: زعلانة ليه دلوقتي؟ في حد يزعل علشان حبيبه بيعشقه وعايزه ليه وبس؟

البداية - منى سليمانحيث تعيش القصص. اكتشف الآن