البداية.. حكاية أمينة (الفصل الأول)

532 32 4
                                    

بسم الله نبدأ حكاية أمينة، الحكاية الثانية من سلسلة البداية.

البداية (حكاية أمينة)

الفصل الأول - بقلمي منى سليمان

* بغمضة عين *

أبدًا لم يكن الأمر سهلًا.. لم يكن الصراع بداخلي عاديًا..
كانت الصدمة كبيرة وكُلما تذكرت ما حدث تجدد نزيف قلبي وبعد ألف معركة بداخلي تخطيت سهم الخيانة، وبمرور الأيام رزقني الله جزاء الصبر ووهبني العوض عن كل مرار تذوقته وكل ظُلم تعرضت له...

***

بمساء صيفي حار وعلى رمال أحد شواطئ مدينة الإسكندرية جلس طاهر وإلى جواره جلست زوجته ثريا حاملة بين ذراعيها رضيعتها التي بالكاد أكملت شهرها الثالث، وقد رزقها الله بها بعد خمس سنوات من زواج قائم فقط على الحب والرحمة والمودة... أراحت رأسها على كتفه وتنفست بعمق ثم أغمضت عينيها واستعادت ذكري لقائهما الأول،
بدأت حكايتهما عندما تقابلا داخل مصنع الملابس الشهير الذي تعمل ثريا به، وذات يوم حضر طاهر ليعمل سائقًا لإحدى شاحنات التوزيع الخاصة بالإنتاج، وبعد مرور شهرًا كاملاً على استلامه العمل أتجه نحو مكتب المُحاسب بنهاية اليوم ليصرف أول راتب له وبطريقه اصطدمت به مَن كانت تركض بسرعة البرق كالأطفال ونتيجة طبيعية لذلك سقطت أرضًا وبعدها تطاير شرار الغضب من مقلتيها.

- مش تفتح يا أخ.

بقليل من الحدة قالتها فرفع طاهر أحد حاجبيه وهتف باندهاش: أنا برضو اللي أفتح، أساسًا أنتِ اللي بتجري زي الصاروخ من غير حتى ما تعملي حساب للي ماشي قدامك.

كانت على دراية كاملة بأن كل كلمة نطق بها صحيحة ومع ذلك لم يُعجبها ما قاله فزمت شفتيها ووقفت عن الأرض ثم نفضت التراب الذي علق بثيابها وبدون أن تتفوه بالمزيد تركته وأكملت طريقها وعلى دربها سار فتقابلا من جديد أمام غرفة المحاسب الذي كان يجمع أشيائه ليُغادر فاستوقفته قائلة: حضرتك ماشي ولا إيه؟

- الكل قبض ومشي، إيه أخرك؟

كادت أن تُجيبه لكن المحاسب سبقها وتحدث بسخرية بمجرد أن وقعت عيناه على طاهر: أنت كمان جاي تقبض بعد ما المصنع كله قبض ومشي، مش غريبة شوية الحكاية دي ولا إيه؟!

لم يُعجبها طريقة حديثه لكنها لم تفهم ما وراء كلماته لكن طاهر على الفور فطن لمِا يُلمح له وهتف بحزم: أنا لسه راجع من توزيع القليوبية وسلمت العربية حالا على البواية وكنت ماشي لولا بتاع الأمن قالي أن حضرتك لسه هنا علشان أقبض، يعني مفيش لا حكاية ولا رواية يا أستاذ.

اندهشت ثريا من حدة صوت طاهر ومع ذلك لم تهتم فكان كُل ما يُشغلها قبض راتبها لذلك قالت: والنبي قبضني بقى علشان أمشي، أنا أتأخرت أوي وكل ده بسبب الريسة اللي حكمت عليا أخد شغل إصافي وما أمشيش غير لما أخلصه لمجرد أني أتأخرت الصبح نص ساعة ولسه يادوب مخلصة.

البداية - منى سليمانWhere stories live. Discover now