البداية..حكاية روح (الفصل الرابع عشر)

1K 64 10
                                    


البداية (حكاية روح)

الفصل الرابع عشر - بقلمي منى سليمان

* موسم الحصاد *

في الواحدة والنصف ظهرًا تركت روح الجامعة بعد أن انتهت محاضراتها، أوقفت أول سيارة أجرة قابلتها وجلست بالمقعد الخلفي وقلبها ينبض بجنون خوفًا من أن تُصاب بخيبة أمل وتُسرق فرحتها... مر الوقت وتوقف السائق أمام عقار فخم خاص بالعيادات الطبية ومراكز الأشعة والتحاليل، فترجلت ودلفت إلى الداخل لتضع النهاية لحيرتها

- أتفضلي

قالتها الفتاة الجالسة أمام شاشة الحاسوب الخاص بمعمل التحاليل فتنحنحت روح لتسترد صوتها: عايزة أعمل اختبار حمل

- حضرتك أملي البيانات دي و

قاطعتها روح عندما تساءلت: هو بياخد وقت قد إيه؟

- لو تحليل عادي هيطلع خلال نص ساعة، لو تحليل حمل رقمي هيطلع بكرة بالليل
- طيب معلش إيه الفرق بينهم؟
- العادي بيظهر وجود حمل أو لا، لكن الرقمي بيحدد بدقة مدة الحمل لو موجود
- طيب أنا مؤقتًا هعمل العادي ولو في حمل هبقى أعمل الرقمي
- زي ما تحبي

أخذت روح منها الورقة وقامت بكتابة البيانات بيد مرتعشة وبمجرد أن انتهت قدمتها إليها وجلست في انتظار دورها، فمرت الدقائق عليها كأنها شهور، وعندما حانت اللحظة وقفت عن مقعدها ومضت برفقة الطبيب نحو المكان المخصص لسحب العينات

- حضرتك متوترة جدًا وشاده الوريد وكده مش هنعرف ناخد عينه
- لا أرجوك حاول
- طيب خدي نفس وفكري في حاجة تهدي أعصابك

تنفست بعمق وأغمضت مقلتيها لوهلة لتُفكر في حبيبها، فلا أحد يستطيع أن يُشعرها بالسعادة والأمان سواه... هدأت قليلًا ونجح الطبيب في سحب العينة فشكرته وجلست بالخارج في انتظار النتيجة، واستغلت الوقت في قراءة آيات الله عله يرزقها الطفل الذي لطالما انتظرته لتكتمل به قصة عشقها

- مدام روح

رفعت رأسها عن المصحف وأعادته إلى حقيبتها ثم تركت مقعدها وتقدمت من الفتاة بسرعة البرق، فأعطتها الورقة المطبوع بها نتيجة التحليل ثم ابتسمت لها وقالت

- ألف مبروك

تساقطت دموع الفرح من عينيّ روح فتأثرت الفتاة وتابعت: ربنا يكملك على خير

- تسلمي

غادرت المكان وهي تتحسس موضع جنينها ثم أخرجت هاتفها لتتحدث إلى شريف وتُبشره بالمولود القادم بالطريق لكنها تراجعت بأخر لحظة وفضلت الانتظار لحين عودته من السفر لتُخبره بطريقة رومانسية عن بذرة العشق التي تنمو برحمها... مضت نحو بيتها، الذي يبعد خطوات قليلة من المكان، وكانت تتحرك بخفة كالفراشة التي تتناقل بين الأزهار، وبمجرد أن صعدت إلى شقتها، فتحت حقيبتها وأخرجت منها الورقة ثم علقتها على المرآة لتظل أمام عينيها

البداية - منى سليمانWhere stories live. Discover now