البداية..حكاية روح (الفصل الثالث عشر)

935 69 33
                                    

البداية (حكاية روح)

الفصل الثالث عشر - بقلمي منى سليمان

* جنين *

تعالت شهقات جميع الحاضرين بعد أن تلقى شريف الصفعة وظنوا أنه سيفتك بروح ليُعاقبها على فعلتها لكنه ظل صامتًا وساكنًا، بل وسقطت من إحدى مقلتيه دمعة ندم لا فائدة منها فقد دمر بيديه قصة عشقه ولن يُفيده أي شيء، الأمر الذي أشعل غضب مديحة فتقدمت من روح لترد لها الصفعة لكن ضياء دلف مُسرعًا ووقف أمامها ليحميها

- أوعى من وشي

حاولت أن تتخطاه لكن الحارس الشخصي، ضخم البنية الذي أحضره ضياء معه، منعها من الاقتراب أكثر ثم قبض بعنف على معصمها فحاولت التملص منه ولم تستطع فتابعت وهي ترمق روح بنظرات نارية: بتمدي أيدك على ابني يا زبالة يا سايبة يا

- أخرسي

بحدة وصوت عالي نطقها ضياء ثم أكمل حديثه بحزم: لو قولتي كلمة زيادة هقطعلك لسانك

ما إن توقف ضياء عن الكلام حتى تخطته روح وحررت بهدوء يد مديحة من قبضة الرجل ثم وقفت أمامها وقالت: أنتِ جايبه الجبروت ده منين؟ عايزة تضربيني؟ مش كفاية ابنك دبحني

رددت كلماتها الأخيرة بحدة بعد أن وكزتها في صدرها بعنف مستخدمة كفيها، فخافت مديحة وسرت القشعريرة بجسدها لذلك تراجعت للخلف خطوة كانت كفيلة بإفساح الطريق أمام روح لتقف على خط موازي ومُتقارب مِن مَن خدعها

- عملت فيك إيه علشان تعمل فيا كده؟

بنبرة تجمع بها الحزن والألم سألته لكنه لم يتفوه ولو بكلمة اعتذار، وكيف يتحدث وقد طعنها للتو بقلبها وقتل روحه وروحها؟

- أنا قصرت معاك في إيه؟ أنا بعت الدنيا علشانك، نفذت أوامرك وأتخليت عن حلمي، أتحديت أمي وأتجوزتك، كدبتها وصدقتك

نطقت كلمتها الأخيرة بينما كانت تصرخ بوجهه وبعدها صفعته مرة أخرى عل البركان النشط بداخلها يهدأ فتدخل ضياء خوفًا من رد فعل شريف

- كفاية يا روح، يلا نمشي مِـ...

توقف عن إكمال كلماته عندما حركت رأسها يمينًا ويسارًا ورددت بحزن: لا مش كفاية

نحو شريف وجهت نظراتها وأردفت: كل الدكاترة قالوا مفيش أي موانع للحمل وأنها مسألة وقت، أنا محرومة زيي زيك ومع ذلك عمري ما فكرت أبعد عنك وأتجوز واحد غيرك علشان أخلف، لكن أنت عملتها، وياريتك حتى كنت شجاع وجيت تقولي، عملتها من ورايا

- روح أنا

ابتلع شريف باقي جملته عندما سددت له الصفعة الثالثة وسط ذهول كل الحاضرين وصدمة ضياء أيضًا، فلم يتوقع القوة التي أتتها بعد أن كانت بلا حول ولا قوة

- أنت إيه؟ هتكدب تقول إيه؟ أذيتك في إيه علشان تأذيني كده؟ أنا حبيتك وبرغم كل الأنانية والتحكم اللي شوفتهم منك كنت مستسلمة علشان بس بحبك، لكن دلوقتي أنا بكرهك ومش عايزة أشوف وشك تاني، طلقني

البداية - منى سليمانOnde as histórias ganham vida. Descobre agora