البداية.. حكاية أمينة (الفصل العاشر)

298 28 12
                                    

ميعادنا السبت القادم مش الأحد

البداية (حكاية أمينة)

الفصل العاشر - بقلمي منى سليمان

* طيبة قلب *

كان أسعد يُشارك زوجته طعام العشاء وهو شارد الذهن بعد أن امتلئ قلبه بالقلق على طليقته العنيدة التي لم يتوقف يومًا عن عشقها، لاحظت زوجته أنه لم يتناول من الطعام سوى القليل لكنها لم تُعلق فقد كانت على دراية كاملة بما يمر به زوجها الذي عاد إليها ذلك اليوم وأخبرها أنه انفصل عن منال لكنه ترك جزء من قلبه وروحه عندها... تألمت بشدة وبالرغم من ذلك خبأت حزنها كما خبأته في الماضي عندما تزوج بأخرى، فقد تركته يفعل ما يحلو له ظنًا منها أن زواجه مجرد نزوة إلا أنها تأكدت بمرور الأيام أنه يعشق منال حد الجنون فقبلت بالأمر الواقع لتُحافظ على بيتها وتُربي ابنائها بين أمهم وأبيهم.

- مش بتاكل ليه يا بابي؟ دي مامي اللي عاملة الأكل النهاردة.

سرقه أصغر ابنائه من غفلته عندما ردد سؤاله فابتسم له أسعد وأجابه: شبعت يا قلب بابي وهقوم أروح أوضة المكتب علشان معايا ورق مهم محتاج مراجعة.

وقف عن مقعده وثنى جزعه ثم طبع على جبين زوجته قبلة بعد أن لاحظ تغير ملامحها ثم هتف: تسلم أيدك الأكل جميل أوي.

- بالهنا والشفاء، هخليهم يبعتوا القهوة على أوضة المكتب.
- ياريت.

ربت على كتفها بحنان ثم غادر إلى غرفة المكتب وبمجرد أن دلف إليها صدح صوت رنين هاتفه فالتقطه على الفور وضغط زر الإيجاب ما إن وجد الاتصال من مسؤول الأمن بالشركة.

- في إيه يا مدحت؟

تساءل أسعد بقلق فاستشعر مدحت ذلك وأجابه بصوت مرتعش: آسف على الإزعاج يا أسعد باشا بس الحراسة اللي بتابع مدام منال بلغوني أن عربيتها عملت حادثة كبيرة.

شعر أسعد بأن الأرض تحته تهتز فجلس على أقرب مقعد وهتف: ماتت؟

- لا عايشة ونقلوها المستشفى بس قالولي وضعها صعب.

أحس أسعد بأن قلبه على وشك التوقف بأي لحظة بعد أن تسارعت نبضاته وبصعوبة سيطر على صوته وتساءل: نقلوها أي مستشفى؟

أعطاه مدحت أسم المشفى وعنوانها فتحامل أسعد على نفسه وترك مكتبه ثم صعد إلى غرفته وأبدل ثيابه في عُجالة وبعد ذلك غادر قصره وانطلق بسرعة عالية ليصل إليها في أقرب وقت.

***

بذات الوقت عادت وفاء إلى بيتها وهي حزينة القلب فقد مرت على بيت أمينة بطريقها بعد أن اشتاقت لرؤيتها أو لسماع صوتها لكن غالية أخبرتها بأنها نائمة... اتجهت في البداية نحو شقة نجاة وأخذت منها طفلها ثم ودعتها وصعدت إلى شقتها فلاحظ خالد الدموع التي تجمعت داخل مقلتيها وعلى الفور ضمها إلى صدره وسألها.

البداية - منى سليمانWhere stories live. Discover now