البداية..حكاية روح (الفصل الخامس عشر والأخير الجزء الثاني)

1.1K 65 8
                                    

البداية (حكاية روح)

الفصل الخامس عشر والأخير (الجزء الثاني) - بقلمي منى سليمان

* حكاية روح *

أسرت عبراتها، التي ودت الفرار تأثرًا بما سمعته، ودلفت إلى الغرفة والسعادة تُغلف ملامحها فاستقبلها ضياء بابتسامته وكذلك فعلت والدتها... اقتربت من زينب بالبداية وعانقتها بقوة فاندهشت لكنها لم تُعلق بل ضمتها بذات القوة وبداخلها حمدت الله على عودة الروح لحياة ابنتها وحياتها... بصعوبة ابتعدت روح عن صدر أُمها وفعلت المثل مع ضياء وما إن غمرها بذراعيه حتى ارتوى قلبها الظمأن لوجود الأب من نبع حنانه

- النهارده أتاكدت أن ربنا بيحبني

قالتها روح ثم حررت خصر ضياء وتراجعت للخلف خطوة، وبعد أن انتقلت بنظراتها نحو زينب تارة ونحوه تارة أخرى، تابعت: كنت دايمًا بتمنى أعيش بين أب وأم، والحمد لله ربنا استجاب ليا

سقطت جميع حصونها وهربت من إحدى عينيها دمعة أزالتها على الفور وأردفت: همشي بقى قبل ما الموضوع يتطور وشلال الدموع يفتح ومعرفش أقفله، سلام

أدارت جسدها وغادرت في عُجالة فرمق ضياء زوجته بنظرة اندهاش بادلته إياها ورددت مازحة: هرمونات الأنثى بقى، هتقابل ده كتير كتير كتير، كان عندك واحدة وبقوا اتنين فأتعود على كده

كالفراشة مضت روح وبداخلها يتراقص لفرط شعورها بالسعادة، وما إن غادرت الشقة حتى وجدت مروان أمامها فتقدمت منه وقالت: صباحو مارو

- صباحو يا قمر، رايحة فين؟
- عندي مشوار على السريع كده وبعدين هروح مع لانا تشتري شوية حاجات
- تيجي أوصلك؟
- لا بابا بعت معايا العربية والسواق ولانا تحت
- لانا تحت

رددها بصوت متقطع ثم تابع: أتاري الواد محمد فتح الباب فجأة ونزل ولما ندهت عليه معبرنيش

- نداء القلب يا ولدي

مازحته وابتسمت وعندمًا رأى لمعة عينيها راقبها بصمت اندهشت له وتساءلت: بعد الشر ساكت، مالك؟

- ولا حاجة، لو محتاجة أي مساعدة في المذاكرة تعالي أساعدك وسيبك من محمد، أنا لسه قاعد معاكم في مصر سيكه
- يا عم أقعد على طول، عارف يا مارو أجمل حاجة أنك تعيش وسط أهلك، أي حاجة في الدنيا تتعوض إلا هما

تلألأت الدموع بمقلتيها فلاحظ ذلك وتدخل قبل أن تبكي: الله ده أنتِ بقيتي عميقة وچنيس زي الواد محمد

- عميقة من يومي، أنا أتأخرت ولازم أنزل، نازل ولا؟
- مش شايفة الشياكة اللي أنا فيها، نازل طبعًا

طالعته من رأسه حتى أخمص قدميه ثم ضحكت ورددت: شياكة شياكة، وخصوصًا شبشب الحمام ده

- رايح أجيب عيش يا أختي، يلا أمشي وبطلي لماضه

البداية - منى سليمانWhere stories live. Discover now