معجزة الكهف الجزء الأول

243 11 0
                                    

#معجزة_الكهف 1

*لبنان
* عام 1988
*قرية يارين الواقعة جنوب اللبنان على الشريط الحدودي مع فلسطين

أعيش في قريتي هذه منذ نعومة أظافري، تزوجت وانجبت الأطفال وانا لا ازال اسكن فيها. كنت اعمل في رعي الأغنام، اخرج بمفردي لأرعى اغنامي واغنام سكان القرية جميعاً.
وعلى غير العادة كانت هذه السنة سنة جفاف، فلم تسقط ولو قطرة ماء واحدة، تضررت الزراعة وماتت المحاصيل، فاجبرتني الظروف على الرعي خارج نطاق القرية. كنت أخذ الأغنام واتجه بها إلى اماكن بعيدة نوعاً ما، وفي كل مرة اذهب لأماكن ابعد من التي قبلها.
وفي أحد المرات، كنت قد ابتعدت أكثر فأكثر ولم انتبه لذلك، حتى جنَ علي الليل، وبدأ الليل يُلقي بستاره الأسود على الأرجاء، فبدأت بجمع الأغنام لأعود بها إلى القرية، لكن السماء تلبدت بالغيوم وبدأت ترسل وابلَ مطرها دون سابق إنذار، تمطر بغزارة في غير موسم المطر، ورغم انها كانت صافيه في النهار، فلو كان هناك اي مؤشر للمطر عدت إلى القرية قبل حدوث ذلك.
شعرت بإستحالة المشي والعودة، فبدأت أبحث عن اي كهفٍ ألجأ له حتى الصباح. وبعد البحث وجدت بالفعل كهف صغير، زحفت إلى داخله وحدي وتركت الأغنام بالخارج فلا يمكن لشخصين الدخول فيه.
بدأت أشعر ببعض الأمان، وضعت بعدها بندقيتي على كتفي وتقوقعت على نفسي وانا أرتجف، فملابسي مُبتلة والهواء البارد يتسرب إلى الكهف من فوهته.
ظلامٌ دامس وهدوء، لا صوت غير المطر ومعدتي التي بدأت تُقرقع من فرط الجوع. لكن مهلاً ما هذا الصوت، اني اسمع الآن صوتاً من باطن الكهف، بسم الله، ما هذا؟ بدأت أصرخ:
_هل هناك احد؟
لكن لا احد يجيب، عاودت الصراخ مرةً أخرى :
_هل هناك أحد؟ اذا كان هناك احد إنتبه فأنا مُسلح.
لم يأتني اي ردٍ على الإطلاق، بدأ الخوف يتسرب إلى قلبي، لأبدأ بعدها مباشرة بترديد بعض الآيات من الذكر الحكيم مما أحفظ دونَ وعيٍ مني.
بدأ الصوت بالإقتراب شيئاً فشيئاً والخوف يزداد مع كل زفرةٍ يُخرجها، وإنقباض قلبي يزداد مع كل شهقةٍ تصدر منه أيضاً، يبدو أني سأُلاقي مصرعي هنا؟ كنت اتمنى دائماً الموت بين أهلي وخِلاني، لكن ربما شاء القدر بأن أموت في باطن هذا الكهف.
حملت سلاحي ووجهته ناحية الصوت وانا اعتصر عيناي في هذا الظلام علِ أرى صورته، لكنني فشلت بذلك. ما هذا الصوت هل هو صوت الجن؟ ام انه احد الحيوانات الضارية التي تلجأ إلى الكهوف؟ لا لا مستحيل ان يكون حيواناً، ففوهة الكهف صغيرة يصعب على الحيوانات الدخول هنا. ما هذا إذاً؟ هل أطلق النار عليه؟ لكن ماذا لو كان من الجن وقام بأذيتي؟ صراعٌ داخلي حال دون إطلاقي للنار، فأنا اجهل كنه هذا الشيء واجهل ردةَ فعله.
بدأتُ اردد الشهادتين وانا ارتجف من الخوف والبرد، حتى شعرت بشيءٍ يلمس قدمي لأفقدَ بعدها الوعي من الخوف.
يتبع..
#بِــقَلَمـــي 💜🕊️

الجانب المظلم Where stories live. Discover now