معجزة الكهف الجزء الثاني

212 16 0
                                    

#معجزة_الكهف 2

ثِقلٌ فوق صدري، انفاسٌ قريبة مني، ما هذا هل مِت وتم دفني؟ ام اني أحلم؟
افقت لأجد شيئاً كان قد وثبَ على صدري، شعرهُ منساب، انفاسه دافئة، ما هذا هل هذا جنٌ على هيئةِ طفل؟ أشحت بشعر هذا الطفل عن وجهه ويداي ترتجف، لتكن هذه الصدمة، طفلةٌ في عُمر السنة، وجهها متسخ وشعرها منسابٌ عليه، بعد ان تأكدت بأنها بشرية، وهي تصارع الموت من فرط الجوع، ذهبت مسرعاً إلى الأغنام وبدأت بحلب واحدة منهم، لأعود بعدها إلى الطفلة لأسقيها منه، هكذا دواليك الى ان أشرقت الشمس وأنارت الأرض باعثةً معها الحياة لي ولهذه الطفلة التي لو لم تمطر في الليلة السابقة لماتت، فربما كان كل ذلك من تقدير الله لأنقذ حياتها.
بدأت الطفلةُ بإسترداد طاقتها قليلاً، لأحملها معي وأخذ الأغنام وأعود إلى القرية على عجلةٍ من أمري.
ما ان وصلت حتى بدأت أنادي زوجتي:
_نور، نور، تعالي يا عزيزتي.
_انا قادمة يا صالح، من هذه الطفلة، هل هي ابنتك من زوجة أخرى.
بدأت بالضحك وانا اقول:
_كيف لي ذلك وانا دائماً تحت نظرك يا عزيزتي، ألن تقتنعي بأن عيني فائضةٌ بكِ؟
_من هذه إذاً؟
بدأت أسرد لها ما جرى معي. أخذت الطفلة من يدي وبدأت بمعالجتها من الجروح التي ألحقت بجسدها الهزيل، وتعطيها الحليب تارة والأعشاب تارةً أخرى، فيبدو انه قد اصابها الزكام بسبب المطر.
إنتشر الخبر في قريتنا والقُرى المجاورة لأن هذا الكهف ليس تابعاً لقريتنا فهو ينتصف الكثير من القُرى المجاورة لنا. لتمضي بعد هذه الحادثة أربعةَ شهور.

إستيقظت في الصباح على طرق الباب، فذهبت لأرى من الطارق، كانت فتاة في بداية العشرينات، أذنت لها بالدخول واحضرت زوجتي لتجلس معنا، بدأت الفتاة بسرد قصتها:
_أنا إسمي مها، عمري (21) عاماً ، كنت في علاقة غرامية مع شاب من قريتي، تقدم لخطبتي لكن اهلي رفضوا ذلك بسبب علمهم بأخلاقه، لكن حُبنا كان أكبر من هذا الرفض فقررنا الهرب معاً والزواج لكنه فور ان عرفَ بأني حامل، تركني وغادر المنطقة ولم اتبين له أي أثر. اكملت حياتي بشكل طبيعي إلى ان انجبت ابنتي ياسمين، لم استطع العمل بسببها ولم يكن بإستطاعتي ان انفق عليه، وبعد الكثير من الصراعات قررت أخيراً ان أضعها في ذلك الكهف الذي في الجبل الذي لجأتَ انت اليه يا سيد صالح. لكني ندمت بعد يومين، وذهبت لآخذها ولم أجدها، ظننت بأنها قد ماتت وان أحد الحيوانات المفترسة قد أكلها او ان أحداً ما قد سمع صوت بكائها وأخذها، فلم أنم ليلة واحدة وانا ابحث عنها وابكي الليلَ مع النهار، هكذا دواليك الى ان سمعت بخبرٍ عنها بأنك وجدتها، بدأت أبحث عنك وعن قريتك إلى ان وجدتك أخيراً.
_ماذا  كانت ترتدي الفتاة؟
_فستاناً أحمر اللون وغطاءً وردي.
_هل بها شيءٌ مميز؟
_نعم، هناك بقعة داكنة في منتصف بطنها.
بعد ان تأكدت فعلاً بأنها أم الطفلة أعدتها لها قائلاً:
_انصتي يا بُنيتي، ستكون ياسمين إبنتي بعهد الله، أسكني أنتِ وإياها في قريتنا إلى ان أنتهي من بناء غرفة لكما بجوار منزلي، وسأقوم أنا بتأمين لقمة العيش لكما، فلم يضعني الله في ذلك الموقف إلا ليسخرني لكما، فسبحان من ارسل المطر في غير موسمه بلا سابق إنذار لأنقذ هذه الطفلة وأساعدكِ في العيش.
انطلق منها أسارير الفرحة وبالفعل قمت بما وعدتها به إبتغاءَ مرضاةِ الله.
..تمت..
تنويه:
القصة بأحداثها وتاريخها حقيقية.
#بِــقَلَمـــي 💜🕊️

الجانب المظلم Where stories live. Discover now