#أنتَ_سندي
*الأردن
*ابو علندا (سحاب)
*2021
في لحظات الضعف والوهن، قد تجد الجميع معك، لكن وجود الأب بجانبك يضفي رونقاً خاصاً، رونقاً من النوع المميز. يسندك بكل ما أوتيَ من قوة، يتولى عنكَ جميع أمرك، فلو وقفت لبرهةٍ ونظرت إلى جميل ما يصنعه لك، تقف عاجزاً عن شكره. وهذا تحديداً ما قد حصل معي.
كان يوماً حافلاً بالأعمال الشاقة التي قمت بها، فقد أجبرت للسهر مدة ثلاث أيام متواصلة لأنهي هذه الأعمال، لم أذق طعمَ النوم في هذه الأيام بتاتاً.
وأخيراً انهيتها في الخامسةِ فجراً، وركبت سيارتي لتنقلني من موقع العمل إلى منزلي حيث الدفئ والحنان يتغلغلان، كنت أحاول جاهداً البقاء مستيقظاً، إلى ان مررت بشارع سحاب، ليبدأ النعاس حينها يتسرب إلى جسدي وعيني رويداً رويداً حتى تمكن مني للأسف.
استيقظت على أصوات سيارات الإسعاف والناس المتجمهرةَ حولي، انظر لهم بوهن أحاول فهم ما قد حصل، أردت رفع رأسي إلا ان الألم حال دون ذلك، فقد كانت رأسي تؤلمني حد الهلاك، أعدت النظر بوجوه الجميع متفحصاً، هل أعرف أي أحد منهم؟ أعتقد بأني لا أعرفهم البتة. لكن مهلاً هذا الصوت مألوفٌ جداً، أرهفت السمع أكثر، نعم إنه ذلك الصوت الحنون الذي يبعث للقلب الطمأنينه حتى في أسوء الظروف، صوت والدي العذب.
بدأ يغلغل يده بين خصلات شعري المُدمى، ويتحدث الي بأن أثبت وبأنه لا يريد فقداني، يا لكَ من أبٍ عظيم، كيف لا وقد تركت عملية غسل الكلى الخاصة بك لتقف بجانبي في محنتي هذه، تذكرت شيئاً انا لم أخبرك بأني قد تعرضت لحادث سير بعد ان غفوت وانا أقود السيارة، كانت أضراري الجسدية في منتهى الألم، حتى أن سيارتي اصبحت في عداد السيارات الهالكة.
نقلت إلى المشفى لتلقي العلاج، وبالفعل عاد لي رباط جأشي، وعدت إلى العمل وحياتي الطبيعية كما السابق، لكن الحياة قد تلقنك درساً وتصفعك الصفعة المدوية،بعد صفعة ألمٍ تترك في قلبك الحزن الدائم.
بعد ما يقارب الأربعةَ شهور، صفعتني الحياة صفعةً كان وقعها عظيماً، فقد انتقل والدي الى رحمة الله، لأعيش بقية حياتي وحيداً لا سند لي ولا مسندة، اريد إخباركَ يا والدي العزيز بأن رحيلكَ قد كسرني، كسرني للحد الذي أبكاني حتى هذه اللحظة، كسرني للحد الذي جعلني أقف مكتوفَ اليدين بين المسؤلية التي أُلقيت على عاتقي جراء وفاتك، أتعلم شيئاً، انت إلى الآن تعيش في قلبي وبين ثنايا عقلي الذي يرفض فكرةَ وفاتك.
تنويه:
القصة بأحداثها حقيقية
..تمت..
#بِــقَلَمـــي 🖤🐼
