جريمة لم تكتمل الجزء الأول

217 10 0
                                    

#جريمة_لم_تكتمل 1

*الكويت
*التسعينات
وأخيراً بدأ صوت شخير نومه يَعُم الأرجاء، كم أتمنى ان تذهب إلى الجحيم دون ان ادنس يداي بدمك النجس، لكن لا خيار امامي سوى ان اقتلك بنفسي.
امسكت بالحبل وبدأت بربط يديه وقدميه، ثم امسكت بظرفٍ بلاستيكي خاصٍ بالقمامة واحكمت ربطه على رأسه لاحجب عنه الهواء. جلست على مقربةٍ منه انظر اليه وهو يختنق شيئاً فشيئاً.
لن تصل اي زوجة إلى هذه الأفكار الشيطانية إلا اذا كانت قد لاقت العجبَ من شريك حياتها، وهذا بالفعل ما حصل معي.
بدأ ينتفض في محاولةٍ منه للتنفس بعد ان نفذ الأكسجين، ليتبع هذه الإنتفاضات بصراخٍ مدوي وهو يطلب النجدة عليه اللعنة.
تفازع سكان المنطقة إلى المنزل وبدأوا بطرق الباب، خرجت لهم وانا احمل في يدي سكين لأبعدهم عن طريقي. فتحت الباب وبدأت بالصراخ عليهم لمغادرة المكان، لكن احدهم حاول الدخول لأتلقاه بطعنةٍ في يده التي امسك بها الباب ادت إلى جرحٍ عميق لتنساب الدماء بعدها بغزارة. بدأ الشاب بالصراخ من شدة الألم، ليشتاط الآخرون غيظاً ويبدأوا بالمزاحمة للدخول وانقاذ زوجي الأحمق. لم يمضي على هذا الوضع سوا دقائق حتى اقتحمت الشرطة منزلنا على غرةٍ منا، الغريب بالأمر انهم وصلوا سريعاً على عكس ما اراه بالأفلام، فتكون دائماً الشرطة آخر الواصلين
وضِعت الاصفاد في كلتا يداي، ثم جررت إلى سيارتهم الخاصة متجهين بي إلى المركز الأمني القريب من حيّنا. شعرت وكأني اكاد اتميّزُ من الغيظ لهذا الفشل الذريع.
كانت إجراءات التحقيق هذه المرة سريعة، فما ان وصلت المركز الأمني، حتى بدأوا باستجوابي:
_سيدة مريم، لماذا اقدمتِ على هذا الفعل؟
_لن اتكلم.
_سيدتي، انتِ متهمة بالشروع بالقتل.
_لن اتكلم.
_دافعي عن نفسكِ سيدتي.
_لن اتكلم، اسألوا ذلكَ الغبي.
خرجَ المحقق إلى المكتب الذي يتواجد فيه مهند، ثم عادَ بعد مرور الربع ساعة تقريباً، ليخبرني بأنه سأله لكنه جهل سبب تصرفي هذا، ثم طلب مني التحدث. لم ازد ولو كلمة على جوابي السابق، فقلت له:
_لن اتكلم، اسألوا مهند.
خرج المحقق بعد ان ضرب المكتب بكلتا يديه ضربةً اختلج لها قلبي لقوتها. وضعت يداي على وجهي وبدأت بالبكاء وانا أحاول إخفاء هذه الدموع اللعينة، لا اذكر بأني قد بكيت أمام أحدٍ قبل هذه المرة.
ربما شعرت بأني اقدمت على أمرٍ اكبر من قدرتي بكثير، لكني لن أتراجع بتاتاً ولو اطلقوا سراحي الآن سأعود له وأقتله مرةً اخرى وعلى مرأى الجميع، وليحكم علي بعدها بالإعدام فلن أُبالي.
مضى على مكوثي بغرفة التحقيق قُرابة الساعة، ليعودَ بعدها المحقق ويقتحم المكتب ليقطع حبل أفكاري بنظرته المنكسرة وعلامات الصدمةِ التي لا تفارق محياه. تقدم بخطواتٍ هادئة ثم اردفَ قائلاً:
_ألن تتكلمي؟
_لا، لن اتكلم.
_أختكِ ريم موجودة هنا، واخبرتنا عن كل شيء، لكن اود سماعكِ أيضاً سيدتي، هل تمانعين بذلك؟
بدأت أبكي واصرخ بشكل هستيري لم اعهده من قبل، اصرخ بجملة واحدة:
_اتركني لأشرب من دمه وأشفي غليلي منه أرجوك.
يتبع..
#بِــقَلَمـــي 💜🕊️

الجانب المظلم Where stories live. Discover now