جريمة في كتاب |الجزء الأول

117 4 0
                                    

أتعلم ما الممتع في الكتابة؟
أن تخرج ما في قلبكَ من مشاعر، بهيئةِ حروفٍ تصوغها كما يحلو لكَ دونَ قيود، عدا عن القيود الأخلاقية. فبدوركَ ككاتب لكَ جمهورك، أنتَ مسؤولٌ عما يقرأه هواة القراءة، فإن لم تكن أهلاً لهذه المسؤولية، فمن الأفضل أن تقتصر كتاباتكَ لكَ فقط.

تعينت كظابط شرطة في أمريكا، وكحال أي ظابط حديث التعيين، كنت بأوج سعادتي وحماسي للعمل. تناهى لمسمعي بعدَ تعيني بفترةٍ وجيزة خبر مقتل زوج الكاتبة المشهورة (نانسي كرامتون) البالغة من العمر (68) عاماً، كان زوجها يعمل في إحدى المدارس بمسرح الفنون.
كانت (نانسي كرامتون) آنذاك كاتبة معروفة ولها العديد من المؤلفات الروائية منها الرومنسية، والجرائم، والغموض.
صحيحٌ بأني كنت أرغب ببعض الحماس، لكن ليس بهذه الطريقة، فأنا الآن في بداياتي، وخبرتي قليلة جداً في هذا المجال، وبالذات مجال الجريمة. وكما نعرف جميعاً ليسَ للجريمةِ وقتٌ محدد، لذلك خضعت للواقع وبدأتُ أطالع مجريات التحقيق من بعيد، علِ أكتسبُ بعض الخبرات من زملائي القُدامى.
أقدمنا على إبلاغها بمقتل زوجها البالغ من العمر (63) عاماً، في مسرح الفنون حيث يعمل. لتنهارَ بدورها وتبدأ بالبكاء، أقسم بأنَ بكائها وصراخها قد مزفَ كُل ذرةٍ في قلبي.
مرت الأيام وعجزَ رجال المباحث من الوصول إلى الجاني، فاستطردت بكتابة كتاب بعنوان (كيفَ سأعيش)، وقالت: (بما أن رجال المباحث لم يستطيعوا الوصولَ إلى نتيجة، ولم يتمكنوا من الوصول للجاني، سأفعل ذلكَ بنفسي، فأنا مُحترفة في كشف الغموض والجريمة)
قال لها رجال الأمن: سيدتي، إلى الآن لم يُغلق ملف القضية، سنصل إلى القاتل بأسرع وقت.

بدأوا بإستجواب من في المدرسة وزملاء الزوج، لم يتواصلوا إلى نتيجةٍ أبداً، وأحسست بأن اليأسَ تمكنَ منهم. ما زادني ثقةً بيأسهم أنهم بدأوا بقرأة كل ما تقوم السيدة نانسي بنشره. لم أعتقد بأنهم بلغوا مبلغهم من اليأس.
بعدَ فترةٍ من متابعة أعمالها الكتابية قال أحد المسؤولين: أنا على ثقةٍ بأنها لن تصل إلى نتيجة، نحن بكامل أجهزتنا الأمنية لم نتمكن من الوصل، ستصل هيَ بعدَ أن بلغت هذا العمر؟
توقفوا عن متابعة أعمالها، فليسَ لدبهم هذا الوقت الكافي لمتابعة مستجدادتها، فإقترحوا بإحالة متابعتها لأحد الأفراد حديثي العهد، من بين جميع الظباط تم ترشيحي أنا لهذه المهمة. لأبدأ بدوري بإتخاذ مسارٍ أخر في البحث، مسارٍ يختلف كلياً عما سبقَ لهم المُضيَ به.
يتبع..

الجانب المظلم Where stories live. Discover now