#إعدام_مع_وقف_التنفيذ 2
عندما دخل ابو ناجي السجن بدأت نفوذه بالتحرك بهدف دخوله السجن بدون ملف قضائي أي أنه غير مخول لأي شخصٍ الإطلاع على ملفه غير القاضي. وبدأت عصابته بالبحث عن قاضي مناسب يقبل بالرشوة ليحكُم في قضية ابو ناجي لكنهم ولحُسن حظي لم يجدوا.
بعد مرور 6 شهور قاموا بدفع مبالغ هائلة لنقل ابو ناجي من سجن ريف دمشق إلى سجن حماة، وفي كل مرة يدخل السجن، لا يدخله لوحده، بل يدخل مع تجار المخدرات والسياسيين، كان اذا دخل إلى زنزانة يقلبها إلى جنة بسبب نفوذه وأمواله. قامَ رجاله بنقله أكثر من أربع مرات من محافظة إلى محافظة ليجدوا قاضيهم المنشود.
الغريب في الأمر بأنه يجاس بكل ثقة في السجن، هو يستجم في الداخل ورجاله يبحثون عن قاضي يقبل الرشوةَ في الخارج، هكذا دواليك إلى ان وجدوا هذا القاضي.
حضرَ رجاله وأخبروه بأنهم وجدوا ضالتهم لكن يجب ان تخضع للمحاكمة، فهي أمورٌ شكلية فحسب.
عام (2000)
نقلوا ابو ناجي إلى سجن شمال سوريا. وبعد مرور الشهرين حان موعد محاكمة ابو ناجي، كنت آنذاك أول الواصلين للمحاكمة.
عندما دخل المحكمة كان معه 4 متهمين غيره، لكن الحاجِبَ كان قد طلب بأن يبقى أربعتهم خارج الجلسة بهدف ان تتم عملية مقاضاة ابو ناجي بشكل سري، يبدو انهم قد غسلوا رأسه الفارغ ببعض العملات.
دخل ابو ناجي على القاضي بخيلاء، مشدود الظهر رافعاً أنفه بفوقية، ويرمقني بنظرات تحدي بين الحين والآخر، تجاهلته ونظرت إلى القاضي لتبدأ المحاكمة.
افتتح القاضي الجلسة وبدأ يستجوب ابو ناجي عن سبب فعلته ليأتي رده كالإعصار الذي دمر كل شيءٍ امامه، فقال وبكل وقاحة:
_يا حضرةَ القاضي، لو كنت تملك شجرةَ تُفاحٍ ، تنتج لك تفاحاً من أجود الأنواع، هل تأكله أنت أم تتركه لغيرك؟
ما أن سمع القاضي قوله هذا حتى استشاطَ غضباً وبدأ يشتم ويلعن به، ليصدر بعدها قراراً يحكم به على ابو ناجي بالإعدام، وهذا القرار غير قابل للطعن.
إبتسمت بمكرٍ وانا أنظر له وهو فاغرٌ فاهه من هول موقفه، ابو ناجي ملك العصابات يقف الآن أمامي وهو مهزوم منكسر. سأل القاضي عن المتهمين الذين حضروا مع ابو ناجي وأمرهم بإدخالهم، قال لهم :
_سيتم تأجيل النظر في قضاياكم اليوم، لكن لدي سؤال،.
_تفضل حضرة القاضي.
_هل تعرفون ما هي قضية ابو ناجي؟
_لا يا سيدي.
_حسناً، إسمعوا جيداً، عزيزكم أبو ناجي الموقر، قام بالإعتداء على محارمه، او بمعنى أدق إبنته، وهو يقف الآن أمامي ويثرثر بكلامٍ لو أحضرت شخصاً مختل عقلياً لن يقوله.
انهى القاضي بعدها المحاكمة وأمر بإعادتهم جميعاً إلى السجن. بدأ المساجين بنشر قضية ابو ناجي، وكان فعلياً هذا هدف القاضي، فهو يعلم تماماً، بأن أي شخصٍ يدخل السجن بمثل هذه التهم، في شتى بقاع الأرض، سيتولى المساجين أمره، وهذا بالفعل ما قد حصل.
قام المجرمين بالإعتداء عليه، ضربوه ضرباً مبرحاً إلى أن أدموا وجهه، وبعد أن شعروا بأنه سيفارق الحياة، حملوه وألقوا به من الطابق الثالث لينكسر عنقه ويتوفى.
لكن هذا الأمر ليس كافياً ليشفي غليلي من رجلٍ قام بالإعتداء على طفلته التي لم تتجاوز العشر سنوات، بأي قلبٍ قام بفعلته هذه؟ الأب الحقيقي هو ذلك القلب الحنون الذي يكون سنداً وعوناً لإبنته على السراء والضراء.
..تمت..
تنويه :
القصة بأحداثها وتواريخها حقيقية للأسف.
#بِــقَلَمـــي 💜🕊️
