الشارع 16

211 9 4
                                    

#الشارع_16

*البحرين
*النويدرات
*عام 1997
الى جميع الوحدات، الرجاء التوجه إلى منطقة النويدرات الشارع 16 لدينا بلاغ عن جريمة قتل لفتاة قاصر.
بدأت عملية الإستنفار بعد هذا الخبر الذي نزل كالصاعقة على رؤوسنا كأفراد وقيادات، فمنذ فترةٍ بعيدة لم يصلنا بلاغ بجريمة قتل، والأكثر من ذلك فتاة قاصر. تحركت جميع الدوريات ورجال الأدلة الجنائية والطب الشرعي متجهين إلى منزل تلك الفتاة ذات ال16  عاماً. فور وصولنا شعرت بأن قلبي قد فُطر لهول منظرها، كانت كالملاك، فاتنة حد الهلاك، تظن لوهلةٍ بأنها حورية لفرط جمالها، حورية ملقاة على أرضية المطبخ وقد إحتلت رصاصة عينها اليسرى لتخرج من خلف رأسها، وطلقة أخرى دخلت بطنها لتخرج من ظهرها.
بحكم وظيفتي لا أنكر بأني قد شاهدت العديد من الجرائم، إلا أن هذه الجريمة مختلفة كلياً عن سابقاتها، فقد أُرديت الفتاة قتيلة بشكل وحشي، ناهيكَ عن حشرجة صوت والدها الذي لم تتوقف دموعه وهو يروي أحداث الواقعة، وصراخ اخواتها ونواح أمها، فمن يصدق بأن هذا الجسد الفاني كان ينبض بالحياة قبل نصف ساعة.
بدأ رجال البحث الجنائي بمهمتهم في رفع البصمات ومحاولة معرفة كيفية وقوع الجريمة، وبدأ المحقق في طرح الأسئلة على والد الفتاة المقتوله، سأله المحقق:
_هل لكَ أعداء؟
_كنت أعيش حياتي مع أسرتي بسعادة حتى جاء ذلك الحارس الباكستاني.
_اي حارس؟
_حارس المدرسة التي ترتادها ريم.
_تابع سيدي.
_وكما ترى سيادتكم، الفتاة كانت على قدر من الجمال ليقع هذا الباكستاني في حُبها، وبحُكم أن منزلنا قريب جداً من المدرسة كان يراقبها في جميع الأوقات، إلى أن جاء ذلك اليوم الذي تجرأ فيه هذا اللعين وتقدم لخطبتها، وبتأكيد رفضت، فلدي أسبابي أنا أيضاً، بدايةً أن الفتاة لا تزال صغيرة في العمر، إنتهاءً بأنه من أصول باكستانية، وذو عمرٍ يناهز ال30، عدا عن ذلكَ كله لدينا أعراف تمنعنا من ذلك.
_ولك كل الحق سيدي في ذلك الرفض.
_لكن هذا الرفض لم يكن مسموحاً به عند ذلك الحارس، فقد عاد عشرات المرات لعرض الزواج وانا أرفض، إلى أن حان وقت رحيلها إلى الجنة. تناولت طعام العشاء مع أسرتي ثم شعرت بأن التعب والإرهاق قد تمكنا مني، فصعدت إلى الطابق الثاني لأخلد إلى النوم، نمت بشكلٍ عميق لم أعهده من قبل، حتى إستيقظتُ على صراخ صغيراتي.
_تنفس قليلاً سيدي، وخذ هذا المنديل إمسح به دموعك التي تقطر من ذقنك وتابع قولك.
_شكراً لك، نزلت السلالم وانا أفكر بجميع الأمور المخيفة التي قد تؤرق نوم عائلتي، إلا فقدان أحدهم، فلم تخطر هذه الفكرة في بالي أبداً. وصلت ووجدت باب المنزل قد كسر، وجميع بناتي وزوجتي في المطبخ، وقاعة الجلوس فارغة، ذهبت مسرعاً هناك لأجد ملاكي الصغير قد فارفته المنية قبل دقائق.
_إذاً انت تشتبه بذلك الباكستاني.
_انا لا اشتبه بل أتيقن، وانا متأكد مما اقوله حضرة المحقق.
بدأت ترسل لنا تعليمات أخرى، بأن نتوجه الى المركز الأمني، رغم انهم يعلمون جيداً بأننا لم ننهي عملنا هنا، ذهبنا بعد أن قام رجال الطب الشرعي بنقل الفتاة إلى المشفى، وذهبنا إلى المركز الأمني، لنجد بأن الحارس الباكستاني قد تم تقيده ووضعه في زنزانة المخفر، تبين لنا بأنه قد قتل الفتاة في سلاح العمل الخاص به في الوقت الذي كان لا يزال في ورديته، ليخرج مسرعاً من المنزل ويجري إلى سيارته بأقصى سرعة، رصده مجموعة من  حراس الأمن  الآخرين الذين كانوا ينتظرونه ليسلم لهم سلاح العمل ويغادر إلى منزله، وبعد أن وصلهم خبر جريمة القتل، تيقنوا بأنه هو فقد شاهدوا بعض بقع الدم على ملابسه وكان يسير نحوَ السيارة وعلامات الصدمة باديةٌ على محياه.
وهنا بدأت جولة سباق بين رجال الأمن وهذا الباكستاني، لينتهي هذا السباق بعد أن قام أحد الرجال بإطلاق عيارات نارية على إطارات السيارة لتتوقف ويتم إلقاء القبض عليه.
أُحيل إلى المحكمة فأدلى بجميع إعترافاته وقام بتمثيل مسرح الجريمة كاملاً، ثم إنه قال :
_كنت اريد قتلها في قاعة الجلوس إلا انها هربت إلى المطبخ، ولسوء حظها كان هناك نافذة للمطبخ مطلة على قاعة الجلوس وبعد ان تيقنت من مكانها سددت لها اول الطلقات لتستقر في عينها واما الثانية فكانت في بطنها كنت قد اطلقتها لمجرد التأكد بأنها قد ماتت، فإن لم أظفر بها زوجةً لي لن يظفر بها أحد سواي.

تم إصدار حكم المؤبد في حقه، لكن الأمر الذي كان وقعه جلل، هو في محكمة الإستئناف، تم تخيفف الحكم من المؤبد إلى 25 سنة.
..تمت..
تنويه:
القصة بأحداثها حقيقية.
#بِــقَلَمـــي
#حنان_جناجرة

الجانب المظلم Where stories live. Discover now