الفصل الخامس

8K 146 4
                                    

في اليوم التالي...

استيقظت حياء تشعر بألم عاصف يضرب عنقها بشدة فقد ظلت طوال الليل تتقلب فوق تلك المقاعد التي تستلقي عليها بلا هواده في محاولة منها للعثور علي موضع مريح يمكنها الاستقرار عليه لكنها فشلت بكل مره...

اطلقت صرخة متألمة عندما لم تنتبه وقامت بتحريك رأسها بعنف مما جعل عنقها يتشدد اكثر من قبل مسبباً لها الالم... اخذت تتوجع بصوت منخفض وهي تحاول ان النهوض ببطئ من فوق تلك المقاعد مقاومة ذلك الالم الذي يعصف بها لكن ما اصابها من ذلك الا ان الالم قد ازداد و اصبح لا يطاق مما جعل مما جعلها تنفجر في البكاء... وضعت قبضتها فوق فمها في محاوله منها لكتم شهقات بكائها التي اخذت تزداد حتي لا تيقظ عز الدين ويراها تتألم هكذا فهي لا ترغب بان يراها وهي ضعيفة بهذا الشكل..فقد يسخر من ألمها شامتاً بها..

في ذات الوقت ..

كان عز الدين مستلقياً فوق الفراش
يراقب تلك التي كانت تنتحب متألمة و هو يشعر بالذنب يشتعل بداخله..فرؤيتها تتألم بهذا الشكل اثار شعوراً غريباً من الضيق بداخله كما لو ان هناك قبضة حادة تعتصر صدره...نهض ببطئ ينوي التوجه اليها  ومعرفة ما يؤلمها تحديداً حتي يمكنه التصرف لكنه قد خمن مما رأه من حركاتها السابقة ان عنقها هو الذي يؤلمها لكنه يريد التأكد رغم ذلك 

ازالت الدموع التي تغطى وجنتيها بكف يدها سريعاً عند رؤيتها له  ينهض من فوق الفراش و تسرع بغلق عينيها متصنعه النوم علي الفور ...اقترب منها ببطئ يراقب جفنيها المغلقين بشدة و هو يعلم بانها تتصنع النوم لا تريده ان يراها وهي تتألم مما جعل الذنب يشتعل بداخله اكثر واكثر ....
ابتعد عنها متوجهاً نحو غرفة الحمام الملحقة بالجناح الخاص بهم و هو يزفر بضيق ممرراً يده بشعره مبعثراً اياه بغضب...
فطوال فترة استحمامه حاول تجاهل وطرد صورتها وهي تبكي متألمه من ذاكرته لكنه لم يستطع
فقد ظلت صورتها تلك تسطع امام عينيه رافضه المحو زفر بحنق يضرب بقبضته بغضب فوق المقبض مغلقاً رذاذ الماء وهو يسب ويلعن بصوت منخفض ..
خرج من حجرة الاستحمام يحيط خصره بمنشفة كبيرة عائداً الي الغرفة مرة اخري ليكمل ارتداء ملابسه والذهاب الي عمله لكنه وقف عدة لحظات متأملا ً اياها فقد كانت  لازالت علي تلك الحالة التي تركها عليها مستلقية تتصنع النوم لكن كانت علامات الألم باديه بشدة فوق ملامح وجهها اقترب منها محاولاً لمسها لكنه قبض علي يده بشدة مانعاً نفسه من ذلك فما يمكنه قوله او فعله لها  لكي يخفف عنها ذاك الالم زفر بحنق وهو يبتعد عنها متمتاً ببعض الكلمات الغاضبة...

ظلت حياء مستلقية تتصنع النوم حتي وصل الي مسمعها صوت انغلاق باب الغرفة معلناً عن مغادرته للغرفة و ذهابه الي عمله..
حاولت النهوض ببطئ وبعد عدة محاولات فاشلة نجحت في نهايه الامر ان تنهض بجسد متصلب وهي تحاول بقدر الامكان عدم تحريك عنقها حتي لا يضربها الالم من جديد ..اتجهت نحو الهاتف المتواجد بالغرفة و الذي يصل غرف القصر ببعضها البعض فقط حتي تتصل بغرفة نهي لكي تطلب منها الحضور اليها ومساعدتها..

نيران ظلمهDonde viven las historias. Descúbrelo ahora