الفصل الثامن عشر

8.2K 144 2
                                    

كانت حياء جالسة مع نهى ببهو المنزل تستمع اليها بذهن شارد حيث كان عقلها لايزال منشغلاً بما حدث بالامس فقد خرج عز الدين منذ الصباح الباكر و لم يعد كعادته لتناول الغداء او حتى العشاء و ظلت هى طوال الليل تنتظر قدومه للاطمئنان عليه حتى تجاوزت الساعة الثالثة صباحاً لكنها سقطت بالنوم من شدة الارهاق و التعب و عند استيقاظها بالصباح انتفضت جالسه فوق الفراش تبحث عنه بالغرفة بعينيها بلهفه لكن الغرفة كانت خاوية و لا يوجد دليل على انه قد اتى ليلة امس سوا اثر رأسه فوق وسادته التى جذبتها حياء تحتضنها بشدة الى صدرها تستنشق رائحته التى لازالت عالقة بها منذ ليلة امس فقد اشتاقت اليه كثيراً... اشتاقست لمزاحهم سوياً..لاغاظته الدائمه لها فمنذ اليوم الذى تغير به معها واصبح يوليها ظهره لم تستطع النوم بعمق حيث كانت تفتقد ذراعيه التى كان يحيطها بها ضامماً اياها الى جسده بحمايه اثناء نومها تنهدت حياء بثقل و هى تعيد الوسادة الى مكانها مرة اخرى..فمن الواضح انه قد أتى ليلة أمس بوقت متأخر و استيقظ باكراً و ذهب الى عمله خرجت من افكارها تلك على صوت هتاف نهى الجالسه بجوارها

=ايييه يا بنتى روحتى فين بكلمك

رفرفت حياء عينيها عائدة الى الواقع قائلة بصوت منخفض

=بتقولى ايه يا نهى...؟!

اجابتها نهى و هى تزفر بضيق

=بقولك مش عارفة اعمل ايه مع سالم يا حياء...انا زهقت هفضل مستحمله بروده واهماله ليا ولبنته كده لحد امتى...؟!

ربتت حياء بيدها بحنان فوق يد نهى قائله بهدوء

=معلش يا نهى استحملى...سالم والله بيحبك بس هو طبعه صعب شويه

ابتسمت نهى بسخريه قائلة

=بيحبنى...؟! اها عندك حق فعلاً......

لتكمل و بصوت مرتجف

=يا حياء انا مش حاسه انى متجوزه سالم عايش فى دنيا لوحده ...مبيسألش لا عليا ولا على بنته حتى..ده انا مبشوفهوش الا اخر الليل بعد ما بيخلص خروجاته مع صحابه الفشله اللى زيه..لا بعرف بيشتغل ولا مبيشتغلش و مش فالح غير فى البرود....

همست حياء وهى تربت على يد صديقها

=طيب مجربتيش ليه تكلميه يا نهى ؟!.

ضحكت نهى بسخرية قائله

=مكلمتوش..ده انا ريقى نشف معاه ده انسان مبيحسش بارد طوبه.....

لكنها قاطعت جملتها عندما رأت سالم يدخل من باب المنزل متجهاً تحوهم اقتربت من حياء هامسة بصوت مرح يعاكس حالتها التى كانت عليها منذ عدة لحظات

=اهووو جه على السيرة يارتنى كننت افتكرت جنية..و الله كان هيبقى افيد منه...

ضحكت حياء بصوت منخفض على كلماتها تلك لكن بهتت ضحكتها عندما وقف سالم امامهم متمتماً بحده وهو يتضطلع الى حياء بنفور وغضب

نيران ظلمهحيث تعيش القصص. اكتشف الآن