24 | إن لم يكن موجودًا

362 59 187
                                    

لا يتوقف رأسي عن التفكير في بشاعة الأمر، كان شعور اللحظة سيئًا جدًا، لم أعتقد بيوم أني سأعيشه

Oops! This image does not follow our content guidelines. To continue publishing, please remove it or upload a different image.

لا يتوقف رأسي عن التفكير في بشاعة الأمر، كان شعور اللحظة سيئًا جدًا، لم أعتقد بيوم أني سأعيشه.. تمنيت لو كان ضغطي على ذاك الزر لحظتي الأخيرة، لكي لا أشعر بكل هذا الألم، تحطم كل ما في داخلي عندما تكرر في مسمعي أنك فارقت الحياة، فارقت روحي جسدي معها، كنت الصديق و الأخ و الحبيب، خسرت روحي مع خسارتك

أقف ها هنا بذبول في جنازتك، اتخذت من الحائط مقعدًا لي، الناس تتوافد تكريمًا لك، بصدق امتلكت كل شيء يا صديقي، الجميع هنا مكسور الخاطر عليك، الجميع هنا أحبك بصدق لذا أنا أتساءل.. أتساءل.. لمّ تركتنا؟

" يا للأسى، مات يافعًا.. "
" منظر عائلته.. يحزنني "
تلك الكلمات تخللت لمسامعي لأرفع رأسي بفضول، ذاك كان حينما رأيت صبيًا يدنو برأسه للأرض بملامح باردة ميته خالية من الحياة، هو نظر للأرض بشرود عميق، لم يتعنى حتى رفع رأسه لمن يحيه أو تحيتهم بالمقابل

عندها علمت يقينًا بهويته لكن سرعان ما تجاهلته و استمررت بالشرود أنا الآخر
_

الظلام حل و الجميع خرج لذا ما كان لي إلا أن أخرج أنا أيضًا، أسير بالطرقات أركل الحجارة أمامي بلا أي وجهة محددة، عندها استوقفني صوت لم أحبب سماعه

" سمعت الأخبار"
هو تحدث ليكمل بتعجرفه المعتاد و نبرته الساخرة
" أنت أشبه بلعنة أوليس كذلك؟ الجميع من حولك يلحقهم ذات المصير  "

" الجميع مصيره واحد دانييل "
بهدوء أنا همست لأتجاهله ناويًا إكمال الطريق، كان هذا قبل أن ينبس

" أراهن بأنه نادم على إنقاذك "
التففت بأعين تحترق غضبًا، بسرعة جذبته من ياقته لأدفعه للجدار، رفعت قبضتي ناويًا ضربه و لكن تمالكت نفسي لأتنهد مبتعدًا عنه دون أن أنبس بكلمةٍ واحدة

و لكن...

أحقًا هو نادم...؟
_

مر شهر من دونك يا صديقي، اكتشفت العديد من الأشياء في هذه المدة، أولًا؛ كنت قادرًا على أن تأخذ صلابتي مني، كأنما كنت أستمد قوتي منك، طلاب المدرسة بعد ما كانوا يهابوني أصبحوا يسخرون مني أمامي، ليس و كأني أهتم صدقًا فلا طالما كرهني الجميع

خُـدعـة أم حَـلـوى ؟ Where stories live. Discover now