25 | اختراق

321 61 37
                                    


و عوضًا عن أن يحكيه عن ما حدث، هو أراه شريط حياته، رغب منه أن يرى كل شيء بنفسه، كان يتهرب.. يعلم بأنه سينتهي به البكاء في حديثه و لن يقوى على البوح بكل شيء، لم يرغب بأن يظهر بمظهر مثير لشفقة

دمعة بعد أخرى تمردت من الأصغر، كان يشهق بهدوء، هدوء مخيف جاعلًا من الأكبر يعض شفته بقلة حيلة ليستأذن بالخروج فلم يعد له مكانٌ هنا، و لكن حالما التف متجهًا للباب إذا به الأصغر يهرع مستقيمًا صارخًا بـ ' انتظر! ' قبل أن يسقط أرضًا، اللتف الآخر بهلع ليقترب له مساعده على الاعتدال بجلسته

الأصغر لم يتعثر من غطائه، ولكن قدماه ضعفت، كان متعبًا، متعبًا و شاحبًا للغاية.. أولًا المتنمرين ثم حادثة الرحلة المدرسية، بعدها والديه و أخيرًا شجاره مع الأكبر تحت المطر

جسده استمر بتلقي الإصابات مرةً بعد الأخرى بدون راحة، استنزف طاقته كلها و خارت قواه بالفعل

" جسدي لا يحتمل البعد عنك، أنا آسف جدًا.. أنا آسف.. لا بد أني آلمتك كثيرًا..! "
هو راح يعتذر بعينيه الدامعة

" لطالما رغبت بمعرفة اسمك و من تكون، لم أرغب بأن ترى ضعفي و لهذا صرخت بوجهك حينما أدركت بأنك لحظت ما لم يلحظه الآخرون، أنا أعتذر لأني آلمتك سابقًا.. و لـإلامي لك الآن، أنا آسف بصدق ! "
يجهش باكيًا بين ذراعي الأكبر لينفي الآخر حديثه
" لم تفعل، لم تؤذني قط ! بل أنا من عليه الإعتذار فكل ما عانيت منه يومًا كان بسببي "
بعينين دامعتين هو تحدث بحزن واضح، أما الآخر فهز رأسه يمينًا و يسرى نافيًا كلامه ليرمي نفسه حاضنًا الأكبر باكيًا في حضنه
" و لكن أخي مر بالكثير..! "
لم يتخيل يومًا هذا، هو على علمٍ بمروره بوقتٍ عصيب، لكن لم يتخيل بأن أخاه كثير التبسم في الواقع أقدم على الانتحار..! أين كان هو عندما احتاج الأكبر للمساعدة ...؟

كطفلٍ صغير، كانت شهقاته تعلو تارة و تهدأ تارةً أخرى بين أحضان الأكبر و ما كان للآخر إلى أن يزم شفتيه حابسًا غصته مربتًا على رأسه بقلة حيلة

-

مرت بضعة أيام و الحال لم يتغير...
عدا أن التلفاز الذي كان يقلبه بومقيو وقت فراغه تعطل...
أم علي القول أن اللعبة أصبحت ضيفًا آخر في منزل هيونينقكاي...؟

اللعبة لن تتركك أبدًا و هذا شيء مؤكد يعرفه يونجون لهذا لم يصدم من ' لحاق ' اللعبة بالأصغر

أربعتهم مجتمعين في غرفة أسود الشعر و الصمت هو كل ما يسمع في هذه الغرفة، يحاولون بجد التفكير بطريقة لتخلص من هذه اللعنة، رما أسود الشعر نفسه على وسائده ليتنهد بأسى و إحباط واضح
" لو كنا نستطيع التلاعب بهذه الخيارات.. "

خُـدعـة أم حَـلـوى ؟ Where stories live. Discover now