VAARON 06

3.4K 238 38
                                    


لكن سأتوقف عن التدقيق في تصرفاته و سأعامله حسب شعوري.. "أرثر" ناديته.

همهم ونظر لي ببرودة، عقدت حاجبي وصرحت "لماذا تشعر بالغضب دائما؟" و جحضت عيناه عندما استوعب ما قلته... فللتو قد ألقيت نظرة على ما بداخله، كأن جسده ورقة شفافة استطعت أن ألمح منها لهب الغضب الذي يشوي أعضائه.

حافظت على نظرتي الثابتة وحدقت فيه كما لو أحدق في روحه واستطردت "في كل مرة أجلس فيها بجانبك كل ما أشعر به هو غضبك، قد تبدو سعيدا أو مرتاحا لكن ألسنة من لهب تشتعل داخلك وهالتك دائما ساخنة.. ليست دافئة بل ساخنة كما لو أنك تحترق من الداخل." أفرغت ما في جعبتي وانتظرت رده.

طول الوقت كان ينظر لي بتعجب وفمه قد توسع من الصدمة، نطق "كيف تعلمين بذلك؟"

وضعت ساقا على الأخرى بفخر و أجبت "إنها نعمة من الخالق، أستطيع الشعور بمشاعر الانسان المكتومه.. لا تنجح دوما لكنها نجحت معك لذا أخبرني مالذي يغضبك؟"

قهقه بسخرية وعاد تركيزه على المشهد أمامنا وتلفظ "ليس من شأنك ايفلين."

تنهدت باستسلام وقلت "انه من شأني عندما أحضر لأولائك التافهون وهم يتنمرون عليك دون سبب، ما يزيدني غضبا أنك لا تتصرف أو تدافع عن نفسك."

وضع هو الآخر ساقا على الأخرى وغرس كفيه في جيوبه ثم تحدث "لقد إعتدت على ذلك كما لا يهمني حقًا ما يقولونه أو يفعلون."

حاولت إخفاء شفقتي نحوه بالتعاطف وقلت "لابد أن عيش حياتك هكذا كان عبارة عن جحيم."

أجاب بسرعة قائلا "لم أكن أعيش." إلتقطت خضراوتي عينيه وأكمل "طول الثمان سنوات التي مضت لم أكن أعيش، كنت أحارب ومازلت أفعل ذلك."

إنه يشبهني بعض الشيء فكلانا كان يكافح للحياة ولا يعيش حياته كما كلانا يحمل عبء شيء ما مع أنني لا أعتبر عائلتي عبءً.. مع ذلك هو مختلف عني، أشعر بظلمة حوله، مزيج من الحزن والغضب والكآبة.

ابتسمت بانتصار كي أغير الجو وصرحت "لقد أخبرتني للتو بشيء عنك لقد انتصرت، أصبح أمرك شأني الآن."

زيف عبسه و تذمر "كلا لم أخبرك بشيء أنا متحفظ."

ضحكت بمرح واردفت "لقد فعلت."

عندها أعطاني أجمل ابتسامة قد تراها عيناي. هناك حقا خطب بابتسامته هي ليست طبيعية فرغم روحه الهالكة يبتسم من قلبه.. تنكمش عيناه بلطف وتزين ثغره ابتسامة خفيفه لا تظهر أسنانه و تكوِّن خطوط أشبه بالغمازات.

يجعل لدي الرغبة في تخبئته من العالم وحمايته رغم أني أحتاج الحماية أيضًا.

Vaaron 2.0- ڤارونOnde histórias criam vida. Descubra agora