VAARON 14

2.9K 167 68
                                    


Evelyn pov:

صمت...

كان الصمت ما قابلني عندما خطوت خطوة داخل تلك القاعة، قاعة تغيير الملابس المشتركة.. الجميع ولج للقاعة لكي يرتدوا بزاتهم الموحدة في استعدادا للانطلاق.. وكنت آخر من يصل على أمل أن لا أجد أحد.

وقد خاب ظني. وقع نظري على بزة باللون الأزرق الليلي لم يتم ارتدائها لذا اتجهت صوبها- تحت أنظار الجميع هنا. كانوا معتمدين الصمت بينما يراقبون تحركاتي؛ منهم طاقم القيادة ومنهم مساعدين وممرضين.. آخر ما أردته هو التواجد معهم في غرفة واحدة.

مع التفكير بالأمر، كنت غبية منذ البداية.. لطالما نظروا لي بهذه الطريقة الساخرة و المشفقة لأنهم منذ البداية كانوا يعلمون بأمري، بكوني الابنة المسكينة لعَيِّنة تجربتهم أو للبشري الذي تم تحويله والتلاعب به. لكن كنت غبية لأدرك معنى نظراتهم تلك وقتها.

كنت أتجول هنا وهناك.. بعض الأحيان أكون ابتسم في عز سعادتي بينما والدي يتعذب في غرفة بجانبي. يا ترى ماذا قالوا عني وقتها؟ وهم يشاهدونني أعيش بهناء مزيف و والدي تحت رحمة أيديهم.

الآن ناسخ الثقب الدودي تم إصلاحه بالكامل وقريب سينتهي هذا الجحيم. أتمنى ذلك على الأقل فمن يعلم أين سيقذفنا هذا الثقب المنسوخ.. كأننا جميعا عينة تجربة لهذا الناسخ. تجربة في تجربة، مجتمع التجارب أكرهه!

بلعت الغصة الجارحة في حلقي، أمسكت بيد ترتعش غضبًا تلك البزة بهدف ارتدائها.. أعينهم مازالت علي لكن صمتهم كسر و بدأوا في التهامس.. والوشوشة حولي. أغمضت عيناي بقوة وأحكمت قبضتي على البزة، حاولت تحمل صوت همسهم المزعج الذي يتردد لأذناي بمستوى مرتفع، كأنهم يتحدثون داخل رأسي.

أخذوني موضوع حديثهم، يتحدثون وأنا معهم في نفس الغرفة، وأنا قادرة على سماعهم! إلى أين هم ذاهبون بهذه الجرأة؟

فتحت عيناي وأنا مستسلمة للغضب، حاجبي يشكل عقدة على جبيني بسبب العصبية و عروق ذراعي برزت من قوة الضغط على كفاي.. تفحصتهم واحدا تلو الآخر، فتى وفتاة، رجل وامرأة، ذكر وانثى! وقعت عيناي على ضحيتي الأولى- صوتها كان مزعج جدا لروحي، تثرثر حولي كأني قريبتها، تتحدث عن ما فعلته بليوناردو زميلهم، تحلل شعوري عندما رأيت والدي في تلك الحالة كأنها تشعر بي و تتفهمني! اللعنة على حبالها الصوتية..

قبل أن استوعب كنت قد وصلت بالفعل لتلك المرأة و لففت رقبتها بيداي أضغط عليها لكي تخرج روحها. شهقات من حولي قد تعالت لكن لم يتجرأ أحد على الاقتراب أو مساعدتها.. لأنهم على دراية بما حصل لليوناردو وعن سوء الطعنات التي كانت ستدلي به قتيلا، هم يدركون خطورتي.

Vaaron 2.0- ڤارونWhere stories live. Discover now