|12|. حوارٌ مع الورد .|12|

7 2 3
                                    

.. الجزء ال(12) ..
.. حوارٌ مع الورد ..
..
" الحُبُ لا يعرِفُ القانون "
..
..

بدت الساعةُ تمشي ببُطء و اليومُ لا يمُر ، الثانية صارَت تُسابِقُ السلاحِف ، عِندها لم يجِد إدجر جدوىً مِن التحديقِ في ساعةِ الحائِط و قرر الخروج علَّ الزمن يمضي سريعاً ، و بدأ يُفكِرُ بالغد حيثُ سيلتقي بثيودور في الجامِعة ، لم يرهُ مُنذُ "طردهُ" مِن منزِله و غداً سيلتقي بِهِ مُجدداً ، تنهدَ بضيق ، لو لم يكُن خائِفاً لتِلك الدرجةِ مِن إيفان لأعفى ثيودور التدخُل :" و لكِن أليس كونُهُ إختارَ الحياد يعني أنهُ إختارك ، فليس مِن السهلِ أن يقِفَ المرءُ ضِدَّ أخيه ".

: أعجبتكَ الورود ؟

إلتفت بذهول نحو الرجُلِ العجوزِ اللذي ناداه ، إبتسمَ العجوزُ قائِلاً : لقد كُنتَ سارِحاً تنظُرُ نحو تِلكَ الورودِ ، فهل أعجبتك ؟

نظر إدجر نحو الرجُلِ بذهول و نظر حوله ، كيف وصلَ إلى هُنا ؟

رأى لافِتةً عِملاقة كُتِبَ عليها " فُندُقُ الدم " ، هُنا حيثُ تعيشُ إدنا الأن ، هذا يعني أنَّهُ لم يبتعِد كثيراً .

العجوز : هل أنتَ بخيرٍ يا بُني ؟

إبتسم إدجر : أجل ، يا سيدي ، لقد كُنتُ أمشي بلا هُدى حتى وجدتُ نفسي مأسوراً بجمالِ تِلك الورود .

كان يكذِبُ حتماً ، فهو لا يعلمُ كيفَ وصلَ إلى ذلكَ المكان أساساً ، لكِنهُ لا يُنكِرُ أبداً حُسنَ تِلك الورود .

العجوز : إذا أردتَ مِنها بإمكاني أن أقطِفَ لكَ البعض .

إبتسمَ إدجر و حاولَ الإنسحابَ مِن سوءِ الفهمِ ذاك : لا داعي لذلكَ يا سيدي .

العجوز : في الواقِع ، أظُنني سأُعطيكَ إياها كُلها .

إدجر : حياةُ الورودِ قصيرة دعها تعِش يا سيدي .

العجوز : مالجدوى إن ماتت دون أن تجِدَ من يُقَدِّرُ حُسنها ، الأفضلُ أن تموتَ لتجمعَ القلوب على أن تعيش للاشيء .

إدجر : ألا يكفي أنها تمنحُنا الأُكسجين ؟

العجوز : ألا نستحِقُ الحُب ؟

إدجر : بإمكانِنا التعبيرُ عن الحُب بطرائِقَ مُختِلفة ، مامِن داعٍ لقتلِ تِلكَ الورود .

تنهدَ العجوز : حسناً ما قُلته .

و أخذَ بأصيصِ زهور ووضعَ وردةً داخِله و أعطاها إياه : إهتمَ بها ، أو إهدها شخصاً تُحِبُه .

أخذ إدجر أصيصَ الزهورِ دونَ سُؤالٍ و مضى يبحثُ عن طريقه ، في حينِ جائت إمرأةٌ عجوزٌ نحو الرجُلِ العجوز : من كان ذلك الشاب يا نواه ؟

إبتسمَ العجوزُ نواه : تائِه .

..

مِن جهةِ إدجر ، أخذَ ينظُرُ نحو الأصيص و إلى تِلك الوردةِ الفاتِنة ، كانت وردةً حمراء كالدم ، لونُها أبهى ما رأتهُ عيناه ، إبتسمَ لها وهو يتذكَّر .

الأقدارُ المُعلَّقة Wo Geschichten leben. Entdecke jetzt