|43|. صوتُ الصمت .|43|

5 0 0
                                    

.. الجُزء ال(43) ..
.. صوتُ الصمت ..
..
"ذات يوم ، بلُقاكَ سأرسو .."
..
..

كانَ نواه يقومُ بتشتيلِ النباتات ، حتى جاءَ سيزار حينئِذٍ : أتعملُ لوحدِك ، أينَ إدنا ؟

نواه : ألم تعلم ، لقد إنتقلت مِن هُنا !

سيزار : انتقلت ؟
إلى أين ؟

نواه : منزِلٌ آخر كما أرى ، فلورا تبدو في حالٍ يرثى لها ، الفُندقُ يبدو ميِّتاً مِن دونِها !

نظرَ سيزار نحو المكان ، و بدأ يُصغي للمكان ، العصافير كانت تُغرِّدُ دونَ توقُف و حفيفُ الرياح يزداد ، و السماءُ كانت مُزينةً بالغيوم ، لكِنَّ صوتاً ما كانَ ينقُصُ ذلكَ المكان ، صوتُها ، الذي يُناديه ، صوتُها الخالي مِن السوءِ عِندما تُناديه ، عندما إلتجأت له ، عِندما توسَّلته و كانَ نِعمَ العونِ لها .

مِن دونِها باتَ يسمعُ صوتاً لا طالما آلِفه لكِن عِندما جاءت غيَّرت مقاييس السمعِ لديه ، مُنذُ رحلت وقد عادَ ذلكَ الصوت ، صوتُ الصمت .

مُنذُ ماتَ الزعيم وهو يحسَبُ نفسهُ دُونَ فائِدة ، لذلك أن ينفع أحداً ولو بالخيرِ كان رائِعاً للغاية ، نظرَ نحو نواه قائِلاً : عليكَ مواساة فلورا فهي في أمَسِّ الحاجة للعون !

نواه : سأفعل ، لكِن يجِبُ أن أجِدَ الكلِماتِ المُناسِبة !

إبتسمَ سيزار : الستونَ سنة لم تُعلِّمكَ شيئاً ؟

نواه : نِصفُها قضيتُها بالسِباحةِ بالدِّماء !

نظرَ سيزار نحو الزُهورِ التي تملأُ الممرَّ قائِلاً : إذاً ماذا علَّمتكَ تِلكَ الزهور ؟

حينها اتسَّعت عينا نواه و نظرَ نحو سيزار بإمتنان ، و قطفَ زهرةً و مضى .

إبتسمَ سيزار بدِفء ، لتتلاعَبَ الرياحُ بشعره قائِلاً : بالفِعل ، المكانُ يبدو ميِّتاً مِن دونِها كما هو ميِّتٌ عِندما رحلت يا إدمُوند ...

..

تألَّقت إبتسامتُها وهي تراهُ يبتلِعُ آخِرَ قِطعةَ كعكٍ أعدَّتها : ما رأيك ؟

إبتسمَ لها بعدما إبتلعَ الكعكة بصعوبة ليسَ لسوءِها بل لأنَّهُ أُتخِم و معدتهُ الأن مُمتلِئة : لذيذة جداً ، لكِن لن أتحمَّلَ أُخرى !

إبتسمت له : جيد ، لحُسنِ حظِّك كانت تِلك آخِرَ قِطعة !

نظرَ نحوها : طبخُكِ في تحسُّن ، على هذا المُعدَّل ستتغلَّبينَ على طبَّاخي العصر ، سيما ، هل فكَّرتي بأن تكوني طبَّاخةً مثلاً ؟

إبتسمت لهُ سيما : لا أعلمُ يا لوكاس ، لقد بدأت الطبخ مُنذُ لاحظتُ علاماتِ الإرهاق على والِدتي عِندما تعودُ إلى المنزِل ، لكِنَّها كانت تُجاهِدُ نفسها حتى لا نشعُرَ بالجوع ، أردتُ أن أطبخ لأُخفِّفَ عنها العناء !

الأقدارُ المُعلَّقة Where stories live. Discover now