|44|. الماكِرُ الوحيد .|44|

6 0 0
                                    

.. الجُزء ال(44) ..
.. الماكِرُ الوحيد ..
..
" الإنسان ، سِجنٌ مِن العواطِف "
..
..

أمسكتهُ بعدمِ تصديق ، أمسكته و كأنَّها تتمسك في حقِّها في الحياة ، حقِّها بالاختيار ، القدرُ أجبرها على الخُروجِ مِن منزِلها ، القدرُ أجبرها على العيشِ مُشرَّدةً في الشوارِع ، القدرُ جعلها تُقاسي هذهِ الوِحدة ، و الأن باتَت لها اليدُ العُليا سيكونُ لها القرار في اختيارِ شريكِ حياتِها الأن .

لكِن يبقى ثمةَ مُشكِلة !

خيطُها لم يظهر بعد ، هو واضِحٌ لعيونِ جميعِ المُتبصِّرين عداها ، صاحِبةِ الشأنِ نفسِه ، إبتسمت ساخِرة ، أعادت المقصَّ مكانه .

إنَّها مسألة وقت ، مسألة وقتٍ ليسَ إلا ، و ستتحرر مِن قيدِ القدر .

..

مِن جِهتِه ، كانَ مُتَّجِهاً لقاعةِ المحكمة ، فتِلكَ عادتُه ، يدرُسُ ساحةَ المعركة ، فالمحاكِم بالنِّسبةِ له هي معارِك تنتهي بالفوز أو الخسارة ، معارِك تتوقفُ عليها حياةُ من فيها ، و تِلكَ ستكونُ معركته، في غُضونِ أُسبوع سيستعيدُ ماهو حقُّه ، قاعة المحكمة القادِمة لن تكونَ معركة بل حرباً كاسِحه سيُقَدِّمُ فيها أفضَلَ مالديه .

كانَ قد انهى مكالمتَهُ مع ثيودور بعدما بلَّغهُ بأنَّهُ أوصَلَ الأوراقَ إلى إدنا ، بدا صوتُهُ غيرَ طبيعيٍّ على الإطلاق ، و كيفَ يلومُه ، فمعركةٌ قادِمة بينَ صديقِهِ بالرُّوح و شقيقِهِ بالدَّم .

حينما دخل شعرَ بتِلكَ الرعشة التي دمَّرَت أطرافه وهو يرى إيفان أمامه ، واقِفاً ، مُعتَدَّاً بنفسِه و تِلكَ الإبتسامةُ المقيتة مرسومةٌ على وجهِه ، يقِفُ بمُحاذاةِ تمثال العدالة ، إلتفتَ نحوه : إدجر ، لم أنتبِه لوجودِك لقد كُنتُ أتأمَّلُ بالتِمثالِ هُناك !

أدخلَ إدجر هاتِفهُ داخِلَ جيبِه : لم أنتبِه أنَّكَ كُنتَ موجوداً ، إعتقدتُ أنَّهُم أحضروا تِمثالاً أخرَ !

ضحِكَ إيفان ، و تقدَّمَ نحو إدجر الذي كانَ جسدُهُ يرتجِفُ مِن الخوف لكِنَّهُ مع ذلك رفعَ رأسهُ إليه ليرى إبتسامتهُ تتسِعُ أكثر : أرى بأنَّهُ قد أصبحَ لديكَ لِسان !

إدجر : مالذي تفعلُهُ هُنا ؟

إيفان بسُخرية : أزورُ قاعةَ إعدامي !

أغمضَ إدجَر عينيهِ بإرهاق : أنتَ من أقدَمَ على هذهِ الخطوة و عليكَ الإستعداد لتتبُّعاتِها !

إيفان : مادلين ليست لك !

إدجر : مادلين ليست لأحد ، إنَّها إمرآةٌ حُرَّه !

إيفان : ومع ذلك هي مُقيدةٌ بِك !

و رمقهُ بقرف : ماذا تكون ؟
طِفلٌ مِن بينِ عشرات الأطفال الذين أُنقِذوا بيدِها ، الذينَ لعلَّهُم يحمِلونَ مشاعِرَ الإمتنانِ و بعضَ الحُبِّ لها ، لكِن ماذا عنك ؟
أوقفتَ حياتَكَ لأجلِها ، لأجلِ إمرأةٍ هي زوجتي يا إدجر ، أنتَ تُفكِّرُ بامرأة مُتزوِّجة !
لم تُحِب و لم تتزوَّج ، هل تنتظِرُ موتي يا إدجر ؟

الأقدارُ المُعلَّقة Hikayelerin yaşadığı yer. Şimdi keşfedin