.. الجُزء ال(28) ..
.. مُستقبلي ..
..
" المُستقبلُ مرهون بإبتسامتِك "
..
..ثمَّةَ هِبةٌ أُخرى للمُتبصِّرين ، بإمكانِهم رُؤية ذكرياتِ الآخرين عن طريقِ الدُموع ، الأمرُ يحصُل بعشوائية و دُون تحكُّمٍ مِنه ، في غُضونِ تِلكَ الثواني البسيطة التي لامسَ بِها دُموعها عصفت بِهِ ذكرياتٌ هائِلة ، ذكرياتٌ لم تكُن ذكرياتِه ، و حياةً لم تكُن حياته ، لكِن هو قطعاً كانَ لهُ دورٌ فيها و دورٌ كبير .
أغمضَ عينيهِ بحسره وهو يتذكَّرُ الذُهول و الغضَبَ اللذانِ إكتسحاه حالَما عاد إلى منزِلِ الزعيم مُنهاراً بعدَ مقتلِه لا يعلمُ كيفَ يُخبِرُ كليستا ما حصَلَ للزعيم ، ليُصعق بآخِرِ مشهدٍ يتمنَّى رُؤيته .
كانَت رُوزا تستنِدُ على طرفِ الباب مُمرَّغةً بالدم و سكينةٌ مطعونةٌ على جنبِها ، إقترَبَ نحوها : ماذا حَصَل ؟ أينَ هو إدمُوند !؟
نظرَت نحوهُ رُوزا بإرهاق : لقد وصلهُ إتِّصالٌ مُهِم و ترَكَ الحِراسةَ لي ، لكِن____
قاطعها وهو يدخُل إلى المنزِل ليتبعهُ دُوليون ليجِدَا جسدَ كليستا ساكِناً دُونَ حراك ، ملامِحُها كانَ يملأوها السلام كما لو كانَت نائِمة ، إقتربَ نحوها وضعَ يدهُ على رسغِها ، و لم ينتبِه نحو التي كانَت تُحاوِلُ لفتَ إنتباهِه بكلامِها : لقد حاولتُ مُقاومته ، لكِنَّه طعنني غدراً و_____
لم يسمعَ شيئاً ، لم يكُن مُنتبِهاً لِما قالَت ، كيفَ يفعَل وهو ينظُر نحو كليستا مِلئ أحداقِه ، لقد فارَقَت الحياةَ فارقتها للأبد ، كليستا لحِقَت بالزعيم !
إذاً ماذا عن إبنِه ؟
وريثِه في كُلِّ شيء ، ماذا عنه ؟ ماذا حصَلَ له ؟ هل حقَّاً م___حينها التفتَ على صوتِ البُكاءِ الخافِت خلفَ الخِزانة إقترَبَ نحو الخِزانة ، إقترَبَ نحوها بكُلِّ الحذَر ، و طرَقَ الخِزانة ليسمعَ صوتَ ارتطام و شهقةٍ حاوَلَ صاحِبُها كتمها دُونَ جدوى .
حينها خلَع سيزار الباب لينتفِض الطِفلُ في مكانِه وما إن رآه : لا تخَف أنا هُنا !
حدَّقَ بِهِ للحظات بعينين دامِعتين ليقفزَ بحُضنِهِ باكِياً ، مِما صدمه ، صدمهُ للغاية ، كانَ مُتسمِّراً بينما كانَ الطِفلُ ينشُج كطيرٍ مجرُوح حتى هدأ و غفى وسطَ ذُهولِهِما ، ليقُول دُوليون بشفقة : يبدُو بأنَّهُ قد شهِدَ مقتَلَ والِدتِه !
حدَّقَ سيزار بِهِ لحظة حتى قال : خُذهُ مِن أمامي !
حملهُ دُوليون إلى غُرفتِه في حينِ سأل رُوزا : من فعَل ذلكَ بِك ؟
أشارَت على الأرض بجانِب كليستا : إذا كانَ هذا يُجيبُ عن أسئِلتِك .
ليرى شِعار شُرطة أرغانا بجانِبِ جُثَّتِها ، لم يشُك أو يتسائل لحظة وهو يتذكَّر بأنَّ مادلين ، إبنةُ رئيسِ شُرطةِ أرغانا قد قتلَت زعيمهُم ، هو لن يدَّخِر دِمائهُم بعدَ الأن ، عِصابةُ العنقاء لن تكُونَ عوناً لهُم بعدَ الأن .
![](https://img.wattpad.com/cover/313062275-288-k850178.jpg)
أنت تقرأ
الأقدارُ المُعلَّقة
Science Fictionيُولدُ الإنسان معصُوبَ العينين ، لا يعلَم نصيبَهُ في الحياة سواءٍ مِن فرحٍ أو حُزن أو أشخاص ، ما يجعَلُ الحياةَ مُثيرةً للفُضول و مُثيرَةً للخوف . قِلَّةٌ مِن الأشخاص كانَ لها هذا العِلم وهُم المُتبصِّرُون - ذوِي العُيونِ المُتلوِّنة كما يُعرَفُون...