|42|. خطُّ المصير .|42|

3 0 0
                                    

.. الجُزء ال(42) ..
.. خطُّ المصير ..
..
" القلبُ يهواك ، فلا أحدَ لديهِ سواك "
..
..

حينها إمتلأ قلبُ إدنا بالضيق ، فإدجَر يُقاتِلُ لِما هُو حقُّه ، في حينِ أنَّ إيفان و الذي يكونُ مُتبصِّراً سلَفاً يعلمُ أنَّ مادلين ليست قدَره ، لكِنَّهُ تزوَّجها رُغمَ العواقب ، و الذي تعتقِدُه حماقة لأنَّهُ يعلَمُ سلَفاً بأنَّها ليست له !

و على جِهةٍ أُخرى ، مادلين التي تنوي الطلاق ، تُدرِكُ أسبابها ، فقَد كذَب عليها و أوهمها بأنَّها تنتمِي له ، و الأن إيفان يتحدَّى القدَر مُجدَّداً برفضِه الطلاق ، دُونَ أن يُفكِّرَ بالعواقِب و الضحايا الذينَ خلَّفَهُم بسببِ أنانِيَّتِه !

حينها لوَّحت هيلدا بيدِها : أينَ سرحتِ ؟ يبدُو وجهُكِ مُمتَقِعاً !

إبتسمت إدنا بتوتُّر : أعتذِرُ يا سيدة ... أمم ، بما أدعوكِ ؟

إبتسمت هيلدا : أُدعى هيلدا ، علَّني كُنتُ حادةً معكِ بعضَ الشيء .

هزَّت إدنا رأسها علامةَ النفي : لا عليك ، ردَّةُ فِعلِكِ طبيعية تِجاهَ غريب .

هيلدا : تِجاه غريب ، بالطبع ، ليس تِجاه ضيف .

إدنا : ضيف ؟
إعتقدتُ أنَّ المنزِلَ يمتلِكُهُ السيد ثيودور الأن ، و لديَّ كامِلُ الحقِّ في أن أكونَ فيه .

هيلدا : في الوقتِ الحالي ، أجل .

عِندها صاحت إدنا بغضب : لماذا أنتِ عجِلةٌ على مُغادرتي هكذا ، هل تظُنين أنني رغِبتُ أن أسكُنَ ذلكَ المنزِلَ بالأساس ، تتصرَّفينَ كما لو كُنتُ أغلقتُ أبوابَ السعادة في وجهِ إبنِك ...

ثمَّ أكملت بحنق : إصبِري بِضعةَ أعوام سيأتي أحدٌ و يأخُذني مِن ذلكَ المنزِل و سيتزوَّجُ إبنُكِ بدورِه !

لكِن هيلدا تجاهلَت كلامها و سألتها : هل عبِثتي في المكان ، هل غيَّرتي ترتيب أيَّ شيء ؟

تنهَّدت إدنا بضيق : " مابِها تستجوِّبُني هكذا ؟! " : كلا ، إن كُنتِ تتحدَّثين عن المكتبة ، فقد أعدتُ الكِتابَ مكانه !

هيلدا : ماذا عن غُرفةِ النوم ؟

إدنا : لم أنم بِها ، لقد إنهمكتُ بالقراءة !

هيلدا : حسناً ، إياكِ أن تقترِبي مِنها !

وخرجت .

إبتسمت إدنا بسُخرية ، فيبدو أنَّ السيدة هيلدا نسيت تفصيلةً بسيطةً و مُهِمةً في بيتِ والِدها ، وهو أنَّ هُناك ثلاثَ غُرَفِ نوم ، تنَّهدت إدنا : لا طالما إعتدتُ النومِ على الأرضِيةِ الصَّلبة ، حانَ وقتُ نقلِ السرير إلى غُرفةِ الجُلوس !

و لُحسنِ حظِّها فقد كانَ ثمةَ أريكة و قد كانت كبيرةً بما فيهِ الكفاية لتتقلَّبَ عليها كيفَ شاءت .

الأقدارُ المُعلَّقة حيث تعيش القصص. اكتشف الآن