|40|. أهلٌ للثقة .|40|

6 0 0
                                    

.. الجُزء ال(40) ..
.. أهلٌ للثقة ..
..
" على سفحِ الذكريات ، وُجودُكِ من أنقذني "
..
..

لا يعلمُ مالذي أتى بِهِ مِن أعلى السطح إلى غُرفةِ الإستجواب و بدا أنَّهُ مُقيَّد ، لتدخُلَ حينها شُرطية بشعرٍ بُنِّي تتوهَّجُ عيناها غضباً : " أليست تِلكَ مادلين ، زوجةُ إيفان ! "

لم يستغرب وجودها بقدرِ تِلكَ الهالةِ المُظلِمة التي تُحيطُها ، يبدو أنَّهُ موعودٌ بالهلاكِ مالم يتحدَّث ، جلست على الكُرسيِّ المُقابِل و ابتسمت : كيفَ تجِدُ الضيافة ؟

إبتسمَ ساخِراً : ستكونُ أكثرَ راحة مِن دونِ القيود !

مادلين : إعتبِرها محضَ اكسسواراتٍ للزينه !

هو : ماذا حدَثَ لبقيةِ فريقي ؟

مادلين : قُبِضَ عليهِم ، ماذا تتوقعُ غيرَ ذلك ؟

ثُمَّ رمقتهُ بحِدة : و الأن دوري لأطرحَ الأسئِلة ، من أمرَك بإستهداف إدنا إدموند !

هو بسُخرية : و كأنني سأُجيبُ إمرأة ، خاصةً شخصاً وصلَ لأعلى المراتب بوساطة أبيه لا بعملِه !

توقَّعَ أنَّها ستنفجِرُ بِه لكِنَّها بدَلَ ذلك ، إبتسمت قائِلة : لا أحدَ أقلُّ مِن أحد ، سألتني سُؤالاً و أنا أجبتُك سيد تيرانس !

اتسَّعت عيناه : " كيفَ عرفت إسمي ؟"

ثُمَّ إبتسمت ويدُها تتدَلى مِنها قِلادةٌ بِها صورةٌ لطفلةٍ و أُمِّها : أهذهِ عائِلتُك ، كم سيكونُ مِن المُؤسِف أن يعلموا أنَّ مُعيلهُم الوحيد بالسِجن !

عِندها نهضَ بحِدة ليأخُذَ القِلادة لكِنَّ يداهُ المُقيدتانِ لم تُسعِفانِه و مادلين تُبعِدُ القِلادةَ عنهُ قائِلة : أتعلم ، لا يُفترضُ أن تحمِلَ شيئاً بهذهِ القيمةِ معَك !

تيرانس : إذا كُنتِ تعلمين بإسمي الحقيقي فلا شكَّ بأنَّكِ تعلمينَ أيضاً بأنَّ عائِلتي ميِّتةٌ كذلك !

لتقولَ مادلين بأسى : أعلمُ ذلك ، و أنتَ قتلتهُم بنفسِك !

رمقها تيرانس بحِقدٍ و صاح : أنا لم___

قاطعته : أتُريدُ القِلادة ؟

تيرانس : بشِدة !

مادلين : إذاً تكلَّم !

صمتَ تيرانس بُرهةً بعدها قال : رُبيتُ تحت يدي قولدستيل ، وقد كُنتُ أقتُلُ لأجلِه ، كانَ القتلُ يجري بدمي ، كٌنتُ أقتُل دُونَ أن آبه بكمِّ القتلى الذينَ قتلت و كم مِن العوائِل الذينَ تركتُهُم للدُّموع ، و ذات يوم توقَّفَ الزعيم !

مادلين : توقَّف ؟

تيرانس : ما عادَ يُرسِلُنا لنقوم بعمليات الإغتيال كما إعتدنا ، أصبح هادِئاً ، مُراعياً و أكثرَ لطفاً ، لحظات الهدوء تِلك أُنشئت بعاصِفة ، عاصفة إسمُها الحُب ، الزعيمُ تزوَّج ، بدا كما لو كانَ مسحوراً بِها لقد بعثت السلام لروحه و بمِثلِه لنا جميعاً ...
ليسَ تماماً ، بعضنا كرِهَ لحظات الهدوء تِلك ، لكِن أنا أحببتها وقررت أن أنظُرَ بدوري لحياتي ، و تزوَّجت ، الحُب ، إنَّهُ فِعلاً يُغيِّرُ النُّفوس !

الأقدارُ المُعلَّقة حيث تعيش القصص. اكتشف الآن