|69|. غضب .|69|

4 0 0
                                    

.. الجُزء ال(69) ..
.. غضب ..
..
"  كلُّ شيءٍ يتمزَّقُ داخِلي "
..
..

حالما خرجَت إدنا قرر لوكاس أن يحذو حذوها و يخرُج ، هذا يومٌ سعيدٌ بالنِّسبةِ له ، بعدَ أسابيع قضاها بتعديلِ بحثِه و إضافةِ اللمساتِ الأخيرةِ له ، أرادَ لهذا البحث أن يكونَ بحثَ تخرُّجِه ، و لكِن شُكراً لوالِده موضوعُ التخرُّجِ المُبكِّر باتَ مُستحيلاً حتى لو كان الفارِق سنةً على الأقل .

ارتدى قُبَّعةً و كمَّامة مع نظَّارةٍ شمسية ليُخبِّئ ملامِحه ، الطريقُ نحو المنزِل كانَ يتطلَّبُ المرورَ بشارِعٍ مُزدحِم ، فكَّر بأنَّ لا أحدَ سيعرِفُه إذا اختلَطَ بالزِّحام ، يعلمُ بأنَّ عمَّهُ سيعرِفُه مهما تموَّه أو أختبأ بالزِّحام ، كانَ كُلَّما سأله : كيف ميَّزتني ؟

يُجيبُه : أنا أعرِفُ أحبابي !

كانَ كُلَّما ضاع وجدهُ عمُّه ، لم يكُن والِده أو والِدتُه من يجِدُونه ، مهما بحثوا كانَ دائِماً هو من يجدُه .

لكِنَّهُ ليسَ ضائِعاً بعدَ الأن ، فهو يعرِفُ وِجهته ، الوُجوهُ تمشي ، مُطأطِأة الرأس ، مرفوعة الرأس و بعضُها بِلا هُدى .

وصَلَ منزِله ، و لاحظَ إحدى نوافِذِه مكسُورةً على الجانِب مِما أقلقه ، كانَ قد دقَّ الجرس لتفتحَ لهُ شقيقتُهُ الباب ، ليجِدَ كدمةً على جبينِها ، قبلَ أن يرد تركَت البابَ مفتوحاً و انصرفت ، دخلَ المنزِل و أغلقَ البابَ خلفه ليتبعها إلى المطبخ ، كانت تغسلُ الصحونَ باستعجال : لم أتوقَّع مجيئك !

لكِنَّ لوكاس لم يهتمَّ بنبرتِها المرِحة ، إنَّها دائِماً تُحِبُّ إشغالَ يديها عِندما تتوتَّر : من فعلَ بِكِ ذلك ؟

تجاهلَت سُؤاله وهي تتجِهُ للفُرن : لقد جهزَت الكعكة !

فتحت الفُرن لتُخرِجَ الكعكة ، لمستها بكفِّها العاري فسحبت يدها بجزع : ياليَّ من بلهاء ، لقد نسيتُ قُفَّازاتي !

اتجهت لتأخُذَ القُفَّازات ليسحب لُوكاس يدها : توقَّفي ، دعيني أُعاين يدك .

سيما : و لكِن الكعكة ..

لُوكاس : ألم تقولي أنَّها انتهت ؟

لم ترُدَّ عليه و أدركَت بأنَّها لن تستطيع الهرَبَ مِن المواجهة .

..

سحبَ يدها بلُطف و أخذَ يدهنُها بالمرهم سألها : من آذاك ؟

سيما : كُنتُ أطبُخ ...

نظرَ لُوكاس نحوها بحِدَّة : كفاكِ كذِباً !

تحاشت النظرَ نحوه وهي تقُول :  بعضُ الجيران !

لُوكاس : أُريدُ أسماءاً ...

كانت تتنفَّسُ ببُطئ : دعكَ مِنهُم يا لوكاس ...

لوكاس بغضَب : أدعُ نفسي مِمن ؟ هل تركوا لي سبباً لأدعهُم ؟
لقد آذوكِ مُجدَّداً ، أثِقُ بأنَّها ليست أوَّلَ مرَّة ، كيف يُفترضُ بي السُكوت ، و نحنُ نختبِئ كالجبُناءِ مِنهُم ، حتى وجوهنا نُخفيها لنُداري مشاعِرهُم .

الأقدارُ المُعلَّقة Donde viven las historias. Descúbrelo ahora