|41|. سكن .|41|

5 0 0
                                    

.. الجُزء ال(41) ..
.. سكن ..
..
" وصالُك سكنٌ للروح ، و بلسمٌ للجروح "
..
..

كانَ المنزِلُ كمتاهةٍ بِلا إنتهاء ، كانت تستكشف المكان و تكادُ تضيع فيه ، قادتها الصُدَف لتجَدِ مكتبة ، كانت مكتبةً ضخمة ، بل شديدةَ الضخَّامة ، حالما وقعَت عيناها على الكُتُبِ الكثيرة المصفوفةِ على الرفوف شعرَت برغبةٍ عارِمة في قرائتها كُلِّها ، إتجهت نحو المكتب ، ووجدت إسمَ صاحِبِها مكتوباً عليها : رامينجتون ، أهذا إسمُ صاحِبِ المنزِل ؟

نظرت نحو الكِتابِ بجانِبِ الإسم ، أمسكت بالكتابة و أتسعَّت عيناها وهي تقرأُ المُقدِّمة : لم يكُن القدرُ في عيونِ العيان واضِحاً للأنام ، كُلُّ إمرئٍ تمتَّعَ بهِبةٍ تُميُّزُهُ عن غيرِه ، و عيونُ القدر لم تكُن إستثناءاً مِن تِلك الهِبات ، العالم هو العالم ، لكِنَّ مانراهُ حقيقةً هو إنعكاسٌ لِما يحدث ، أكثرُ العيون مغشيةٌ عن رُؤيةِ الحقيقة لأنَّها أكبرُ مِن حُدودِ الإبصار ، العيونُ التي ترى القدر ، لا تُبصِرُهُ فحسب ، و إنَّما تستبصِرُه و تُؤمِن بمعانيه .

إبتسمت ساخِرة : لكِنني لا أُؤمِنُ بذلك ...

لتُكمِلَ القراءة : الذينَ لا يُؤمِنون ، ستدُقُّ خُطوطُ الحياةِ أذقانهُم ، و سيجِدُ القدر طريقهُ كي يجتثَّهُم واحِداً واحِداً ، إنَّ من يُنكِرُ هِبةً كتِلك ماهو إلَّا عددٌ زائد لا هدفَ لهُ ولا رسالة ، يودُّ تضييع حياتِه بأُمورٍ فانية ، بدلَ أن يرضى بقدرِهِ الأسمى  .

شعرت إدنا بالغيظ و الخوف و القلق : " هل يتحدَّثُ ذلكَ الكِتابُ عنِّي ، هل يقولُ عنِّي أنني أنانية لكونِّي أودُّ أن أختارَ قدَري بنفسي "

أغلقت الكِتابَ بغضب و أعادتُهُ للمكتبِ غاضِبة : فقدتُ رغبتِي بالقراءة !

و مضَت ، لتستكشِفَ بقيةَ الغُرَف .

..

و مِن جِهةٍ أُخرى ، أطلَّ إيميت مِن على النافِذة ، ولاحظ أضواء منزِلِ الجدِّ القديم تُفتحُ و تُغلق ، ليقولَ : عزيزتي ، هل تسكُنُ روحَ والِدِكِ العزيز منزِله ؟

إلتفتت نحوهُ بأستغراب : ماذا تقصِد ؟

أشارَ على النافِذة ، لتُطِلَّ مِنها و يملأها ذُهولٌ عظيم وهي ترى أضواء المنزِل تُفتحُ تارة ثُمَّ تُغلَق في أماكن مُتفرِّقة !

حينها دخلَ إدجر ، ليرى والِديه مُلتصِقانِ بالنَّافِذة : ماذا تفعلان ؟

أشارَ إيميت بجزع : إدجر ، منزِلُ جدِّكَ مسكون ؟

إبتسَمَ إدجر : أجل ، بهذا الشأن ، صديقتي باتت تسكُنُ في هذا البيت !

عِندها صاحت هيلدا : من أعطاك الحقَّ لتتصرَّفَ في هذا البيت !

إدجر : جدي فعل ، أه ، و كذلك بِعتُهُ لثيودور في المُقابِل ، أسكنها صديقتنا !

هيلدا بغضب : وصديقتك ، ألم تجِد لها مكاناً أخَر ؟

الأقدارُ المُعلَّقة Donde viven las historias. Descúbrelo ahora