|63|. عائِلتُه .|63|

6 0 0
                                    

.. الجُزء ال(63) ..
.. عائِلتِه ..
..
" تحنُّ أعماقي إلى وطن "
..
..

كانَ يعلم بأنَّهُم يستهدِفُون فيوليت مُساعِدة مادلين لكِن لم يستطِع إيصال الأمرِ لها لأنَّ الزعيم ظلَّ يُشغِلُهُ بأُمورٍ شتى " لأنَّهُ يثِقُ بِه " كانَ مُطمئِنَّاً بأنَّهُ لم يُكشَف .

كانَ يُعايُنُ دِماء المُتبصِّرين ، ضحايا دايموند في مساعيه ، دِماءٌ بألوانٍ عِدَّة ، ذهبية ، وردية و تركوازية .

نظرَ حوله و أدرَكَ أنَّهُ لوحدِه لهذا عدَّهُ الوقتَ المُناسِب للإتِّصال بمادلين و إبلاغِها بالأمر ، ما إن وصَلَ صوتُها لمسامِعِه ، حرِصَ على أن يكُونَ مُختصراً و دقيقاً ، و فجأة ، رصاصةٌ أحدَثَت ثقباً في هاتِفِه ، إلتفتَ بفزعٍ نحو صاحِبِ الرصاصة ، لم تكُن غير صُوفيا ، نظرَت نحوه ببرُود : كُنَّا نعلم بأنَّكَ فأرٌ واشٍ ، لكِنَّنا منحناكَ الوقت لتُثبِتَ عكسَ ذلك ، عليكَ أن تكونَ مُمتنَّاً للُطف الزعيم .

و أصابَت كتِفه و ساقه مِما جعلهُ يتعثَّرُ بجنبِهِ على الطاوِلة و يكسِر أنابيبَ الدم لتهوي على جسدِه ، حينها رآت صوفيا قلادة يرتديها ، إقتربت نحو القِلادة : إذاً فقد كُنتَ ترتدي جِهازَ تعقُّبٍ طوالَ الوقت !

قبضت بشِدَّةٍ على القِلادة و خلعتها بشِدَّة و رمتها بعُنفٍ على الأرض : فلتتعفَّن دِماؤُك و لتمُت أيُّها الخائِن !

بعدها اتصلَت على دايموند : سيدي ، تمَّ كشفُ موقِع المقر ، فلننتقِل فوراً مِن هُنا !

نظرَت نحوهُ بشماتة و مضَت ، في حينِ أغمَضَ عينيه على صوتِ خُطواتِ كعبِها المُنسحِبة .

..

دخلَت الشُرطةُ المبنى ، لقد ظلُّوا لوقتٍ طويل يُماطِلُونَ اقتحام ذلكَ المكان رُغمَ عِلمهم المُسبَقِ بوجُودِه ، لكِن حالَما وصلوا وجدُوا المكان فارِغاً ، فارِغاً بحَق ، لقد رحلُوا جميعاً ، تركُوا بحُوثهُم و نماذِجهُم و أجزاءَ الجسدِ المُمزَّقة ، كانَت الرائِحة مزيجاً مِن المُعقِّمات و الأجسادِ المُتعفِّنة .

لقد فتَّشُوا كُلَّ المكان لكِن لا وُجودَ لأحَد ، حينها سمِعَت مادلين صوتَ أحدَ مُساعِديها يصرُخُ فيها : سيدتي ، أُنظُري ما وجدت !

ركضَت مُباشرةً حيثُ أشار و رأت أفظعَ مشهدٍ يُمكِنُ تتخيَّله ، كانَ تيرانس غارِقاً بالدماء بأكثرِ مِن لون ، اهتزَّت رُكبتاها بخوف ، لقد رأت ذلك ملايينَ المرَّات ، فلماذا تشعُرُ اليوم بأنَّ الأمرَ مُختلِفٌ هذهِ المرَّة ؟

الأنَّها أولَت نفسها مسؤولية المُتبصِّرين و مُستقبلهُم ، لِذا رُؤيةُ تيرانس مُمرَّغاً بدمائِهِم جعلتها ترى كم خذلتهُم و أنَّها لم تفعَل شيئاُ يُذكَر ، مُجرَّد تأخيرٍ للمحتوم .

دنَت نحوه لتُغلِق عيناه ، موتُه أماتَ الأمل لأيِّ شيء ، لكِنَّ عيناها اتسعتا وهُما تريانِه يتنفَّس لا بل يهذي ، هُنا مِن فورِها صرَخت : بسُرعة ، اتصِلُوا بالاسعاف !

الأقدارُ المُعلَّقة حيث تعيش القصص. اكتشف الآن