الجزء الرابع عشر

128 0 2
                                    

فضاء.
الجزء الرابع عشر
بقلم:condee khalid (كوندي خالد):

الظلام حتماً سينتشر لا مكان للضوء بيننا....

ي استاذ مهند اتفضل معانا القسم حنسألك كم سؤال كده لو ممكن ... لم يجد اي جواب و لم يكن ينتظره حتى لسوء حالته كان مهند ينظر بحزن قوي جداً الى قبر والدته و اخته ..يعتصره الألم فيظهر ذلك ف عينيه الحمراوتين ف بياض وجهه المتجهم .. لم تسقط من عينيه سوى تلك الدمعة الهاربة دون اذن منه ... و لكن كان لابد من اكمال الأجراءات رغم تعاطف الضابط الواضح ف صوته و اسلوبه ف الحديث مع مهند .... ذهب معه الى قسم الشرطة ..
_اخر زول خليته معاهم و كان غريب عن العيلة منو ؟
=م كان ف زول مستحيل يكون من جوا البيت ي حضرة الضابط ، كان ف مرة عجوزة كده حبوبة سدين د الزول الوحيد الغريب الدخل بيتنا بس مس مستحيل يعني مستحيل هي تعمل اي حاجة هي عجوزة يعني هزيلة شديد كباية الموية م بتقدر ترفعها انت فاهمني؟
_اي فهمتك ... طيب عندكم جيرانكم مشتبه فيهم او عندهم سوابق ؟
=لا ابداً بالعكس هو زاته م عندنا جيران كتار ياهم الجنبنا بالحيطة ديل  مرة و عندها بنتين و ابوهم مغترب ف( ... ).. و زاته الايامات ديل هم م قاعدين هنا مسافرين ..
_طيب
وطفق الضابط يحلل ف اجوبته ف حيرة واضحه واضعاً احدى يديه ف لحيته و الأخرى ف القلم الذي يسجل به الأجوبة  ... تبدو القصة غامضة جداً بالنسبة لهم .. و لكن الوضوح يحفها من كل الجوانب ..
دقيقة دقيقة ي استاذ مهند ..نظر اليه بوهن  و لكن الضابط لم يشفق عليه بعد حيث اكمل حديثه بقوله..
_الحبوبة ديك مشت وين؟ سدين ؟ م لقيت ليهم اي اثر ف البيت! ..طيب ع الأقل كان يكون ف كسير ف الشبابيك الأبواب ... ياخ ع الاقل الباب ..معقول الناس ديل م حاولوا انهم يدافعوا عن نفسهم؟
انت قلت انه الباب د لقيته مقفول زي م خليته الصباح ماف اي تفسير تاني غير انه الحبوبة ديك هي العملت د كله او ....
=او منو ؟ تم كلامك !
_معليش بس سدين هي زاتها متهمه كل اصابع الاتهام متوجهه نحوها انت بخشمك قلت انه الحبوبة ديك م عندها القوة البدنية الكافية انها تقتل زول يبقى سدين هي الوحيدة العندها القدرة ع انها ترتكب الجريمة د.
___________________________________
م اتخيلت ف يوم من الايام الانا كنت عايشة فيها مع ناس مهند انه انا حرجع لأيامي السودا د تاني ! كنت فاكرة انه اخيرا الحياة ابتسمت لي رضيت بالقليل و كان اقصى طموحي بيت صغير فيه ام و اخ و اخت نعيش مع بعض في حياة روتينية عادية جدا .. لكن دايما سبحان الله القدر م بفشل انه يصدمني و يقول لي ي سدين الحياة اصعب مما انت فاكرة ... ربنا بدي المعارك الصعبة لأقوى جنوده جملة سمعتها كتير و م اتخيلت انه انا اكون واحد من الجنود ديل .... فترة عيشتي مع ناس مهند كانت باعتبار الهدنة ...او ممكن تقولوا هدوء م قبل العاصفة ..فترة خلتني ابقى قوية و مؤمنة بربنا لدرجة بعيدة جداً و لو م الفترة د انا كان ضعت و فقدت قوتي .... لانه الحصل لي بعدها صعب زول عادي يستحمله .... مهما حصل ليكم ف الدنيا د من عذاب و الم ..خت ف راسك انه لو انا م كان عندي طاقة كافية اتحمل بيها ربنا م كان ختاني ف الموقف د ..م كان اختارني عشانه ...كلها ابتلاءات بتصفي الناس ..بتورينا الثابت منو و المهزوز منو؟؟
صعب جدا تكون م عارف انت تبع ياته ناس؟ انت زول مؤمن و لا منافق؟ قوي و لا ضعيف؟ فترات كتيرة انا كنت فيها محتارة بين الخيارات الكتيرة د ...لكن م حقدر اعرف انا شنو الا بنهاية القصة بتاعتي ....

____________________________
جوني ف البيت ناس كتار عزوني ف امي وجمان بالنسبة لي كان فقد عظيم لدرجة م بتوصفها الكلمات القادرة توصف اي شي ...صحبات جمان م مصدقين انها خلاص مشت ..و خلت وراها جامعتها شيتاتها اهلها ذكريتها هدومها و كل حاجة و اختفت خلاص ...  و انا زاتي م كنت مصدق ... اثناء م انا قاعد كده جاني اتصال من ناس المنحة الكان مفروض اسافر ليها قبل ٥ يوم ....  و كان محتوى الرسالة انه اخر يوم لو م رديت ليهم حفقد فرصتي في المنحة ... كنت خايف منها و خايف امشي عشان اهلي خايف عليهم اخليهم براهم و يحصل لي حاجة وانا م اقدر اشوفهم تاني..بس بعد الحصل خلاص تاني م عندي شي اتمسك بيه .. رسلت ليهم انه انا حصل لي ظرف وفاة وكده اكدت ليهم انه ف خلال الساعات الجاية د انا بكون ف المطار لانه اصلا كنت مجهز اجراءاتي وحاجاتي ... وجعي ع اهلي د دفنته ف مكان بعيد ..دفنته مع اخر قفلة مفتاح وانا مارق من باب بيتنا ع المطار ..
الضابط الماسك القضية ضرب لي ووراني باخر المستجدات انهم قربوا يتوصلوا لمكان ناس سدين .. و م عارف ليه لكن الضابط كان متاكد من غير شك انه سدين هي القتلتهم ... طلبت منه انه يوقف تحقيق و م عاوز اعرف اي حاجة عن الموضوع د ... وقفلت الخط و بكده طويت الصفحة د من حياتي ...او أنا كنت فاكر كده... م كنت عارف انه الهروب عمره م كان حل للمشاكل .. و انه المكابرة م علاج للألم و الخوف والمشاعر السيئة النحن بنحس بيها ي ريتني م سافرت و م هربت احتمال كان اتغير كتيرر ..احتمال كان يكون قدامي خيار او فرصة اصلح بيها الحصل ...

____________________________
كنت بشوف بت دايما بتكون قاعدة سرحانة فوق الجبل بتاعنا ... لابسة هدوم اقل م يقال عنها سيئة ... بشوفها دايما قاعدة هناك قبل الغروب  بشوية كده بتبكي كانت بطريقة هستيرية شديد م اكذب عليكم اول شي كنت بخاف منها بس مع مرور السنين اتعودت عليها شديد بقيت حافظة زمنها بخلص شغلي ف البيت سريع سريع عشان الحق اشوفها .. مرة واحده بس حاولت اعرف هي ساكنة وين وبتبكي كده ليه ... انتظرتها لحدي م حضرت الغروب و بكت بكيتها و لحقتها .. كان ف بيت صغير كده ف اخر الشارع طلعت ساكنة ف الحلة البعدينا طوالي .. كانت كل دقيقتين بتتلفت تعاين وراها خفت شديد انها تكون شافتني او عرفت انه انا لاحقاها ... من اليوم داك م كررتها نهائي ..بحس تجاهها باحساس غريب ..فضول و لا شفقة ! م عارفه بالظبط شنو .... ف يوم كده البت د نهائي م جات انتظرتها وانتظرتها و م جات برضو .. ف اليوم داك قعدت مع نفسي و اتناقشت معاها ... فاطمة انت مالك ....
يتبع ..
صلوا ع محمد .

فضاءWhere stories live. Discover now