الجزء الثامن عشر

35 1 1
                                    

ربما هناك حياة تنمو رغم آنف الموت...

فتحت عيوني شوية شوية ، حركت اصابع رجلي و يدي عشان اتأكد و م انسى انه انا في يوم كنت بتحرك و بمشي عادي زي و زي الناس الطبيعين ، الحياة الكنت بشتكي منها واغلب الاحيان م كنت راضية بكل التفاصيل الصغيرة او احتمال م كنت بديها الاهتمام الكافي ..الا انه اكتشفت انه التفاصيل الصغيرة هي البتصنعنا هي البتكون شخصياتنا هي البتفرق بين كل انسان و انسان ...
انتظرت ساعة م جات ! ساعتين ! تلاتة ! و هي م جات !
منتظراها تجيني ، تسمعني الكلام بتاع كل مرة " قتلتي الناس الساعدوك! الناس المدوا ليك يدهم! ياكي زي امك م منك فايدة ! ناكرة جميل ! اعترفي اعترفي  ي ولادة السجم تخافي مني انا؟ مالك بترجفي خايفة مني؟ انا بخوف شايفاني شنو شيطانة  بقول ليك اتكلمي " و نبدا في موال الضرب و كشح الموية الباردة و انا م عندي طريقة اتحرك م عندي طريقة ادافع عن نفسي شبه مشلولة ( كان ممكن اصدق انه اتشليت حقيقة يعني لو ما كنت بقدر احرك اصابعي كل صباح ) هل د ممكن اعتبره امل ؟ ممكن اعتبره اشارة من ربنا انه انت بتقدري ي سدين؟ بتقدري تقومي ؟ لسه قادرة تتحركي و لو حركة بسيطة؟ بس للاسف الامل د م بعدي ٥ ثواني و بتبخر ! قادرين تتخيلوا انسانة ليها ٣ سنين بتسمع نفس الكلام ! راقدة في نفس الرقدة! قدام نفس الانسانة البتخاف و بتهرب منها عمرها كله! الانسانة القتلت امها ! الخلت ابوها يسافر و يخليها خوفا منها !
بفكر و بفكر و الافكار كلها بتجي دفعة وحدة كانها بتستغل اللحظات الأنا بكون واعية فيها ! بس المرة د طولت ! عدى زمن طويل و هي م جات ! عطشانة انا !
حسيت بعطش ! لاول مرة احس بحاجة ! عطشانة و خايفة ! ، طيب ممكن اغير و اقول عطشانة و كمان عندي الرغبة اقوم و اشرب ، اقوم ! كلمة غريبة م سمعتها لي زمن طويل !
كسرت الفيضان بتاع الافكار د و حاولت امد يدي اشيل موية كشحتها ! اقول ليكم حاجة و م حتفكروني مجنونة؟ صوت الكباية و هي بتتكسر فرحني ! حسيت انه انت بقدر ! بقدر اكسر كباية معناها كمان بقدر "اكسر راسها " قعدت اضحك براي اتكلمت كمان مع نفسي < سدين المرة د ماتت و لا شنو >
خفت و لا فرحت؟ بس انا لسه عطشانة عاوزة عاوزة موية اشرب موية .....
____________________
الشرطي ساق الحبوبة ديك معه بعد جوطة و كواريك و محاولة منها عشان تقاومة بس في النهاية و تحت تهديد السلاح مشت معه  بعد ما ناس الحلة اتجمهروا وحاولوا يعرفوا الحاصل شنو بس م مرقوا بحاجة لا من الشرطة لا من الجيران الجنبهم ، معظمهم متجنبين المرة د جزء منهم بقول بنسمع اصوات غريبة و جزء بتكلم عن الريحة ،جزء بقول انها عايشة براها و جزء تاني انه في بت شابة عايشة معاها بس مشلولة!..عربية الشرطة اتحركت و الناس اتحركوا و بقيت واقفة براي مترددة اخش و لا م اخش ! اخش وين هو زاتو هسه انا الدخلني شنو مالي و مالهم بس في نفس الوقت عاوزة اعرف مشت وين ليه بقت م بتطلع! جريت سريع سريع لبيتنا الزمن اتاخر  اخوي و امي اكيد حكونوا قلقوا علي د لو م قاموا و فتشوا الحلة كلها طبعا ....
رجعت و سبحان الله كلامي طلع صح اول زول قابلني عمر سيد الدكان
ي فاطمة وينك ي بتي يشهد الله ابراهيم د لف الحلة د عشرة مرات م لقا.. م كمل كلامه جاني ابراهيم طاير زي التور الهايج .. شششش بسم الله بسم الله فشنو ي ولدنا ...
اداني نظرة واحدة خلاني امشي و اتعتر تلاته مرات ..
وصلنا البيت اول م فتحنا الباب لقيت الوالدة لافحة توبها و ماسكة السبحة و قاعدة في الكنبة القصاد الباب و القلق باين ع وشها جريت عليها و بست يدها " يمة اعفي لي كنت ماشة الدكان بس و قلت اتمشى شوية و شكله الزمن جرا و انا م انتبهت اعفي لي اني قلقتك" جرت لي نوووور كدة و سكتت عاوزة تمشي في سري قلت ١،٢،٣ و بدينا الشكلة" م انا طرطور هنا تطلعي و تخشي ع كيفك م البيت سايب و م عنده ولي ياخ خليني امك الما بتحترميها د اخوك د استاذني منه ع الاقل ياخ اضربي تلفون تلفون قدر الضربة ارفعي قولي ي ناس انا طرت الحتة الفلانية ...." و الكتير من الكلام الجميل ماف داعي تعرفوا الباقي لانه بعد امي خلصت استلمني عمنا داك بس انا اخدت وضعية الحمل الوديع رقرقت دميعاتي و عوجت خشيمي واللمور مشت الحمدلله ..
دخلت اوضتي بس لسه بالي مشغول بالبت ديك ! الي هي سدين يعني ..شخصيتي فضولية و دايما بدخل نفسي في مشاكل و مصايب بس متاكدة ابراهيم حيحلها سندي و غطاي...قررت قرار و م منه رجعة حادخل البيت داك الحبوبة و رفعوها الشرطة و ي رب م يفكوها اي عارفة م بعرفها بس وشها منفر منفر شديد كرهتها بس لمن سمعت كلامها زاد كرهي ليها بس في شي تاني زاد ..
الفضول !
____________________
ي عديلة ي بيضاء ي ملايكة سيري معه ....
الاصوات تتعالى من مجلس النساء وسط اجواء عائلية و الكثير من التهاني و التبريكات" لعرسان  الموسم " مهند و هناء
العريس جاء العريس جاء اتضايرن النسوان اللفحت طرحتها والصلحت توبها و الاتأكدت من قويشات الدهب "انهن بطلعوا صوت ولالا " .
مبروك ي عريس ابشر ابشر تتوسط الابتسامة وجه مهند يكاد يضيء من شدة الفرح نظر لها دون ان ينبس ببنت شفة و بادلته النظرة في خجل تام تقدم نحوها امسك بيدها برفق و تملك خائف سعيد ، يريد الهرب و لكنها طوق نجاته كيف يهرب المرء من طريقه الوحيد للنجاة ، للحرية ، طريقه لبوابة يحفها الاطمئنان و خاصةً بالنسبة لشخص عاشر الخوف القلق ،صادق الموت كاد ان يرافقه الى حافة النهاية لولاها لولا تشبثها به لولا يديها الخارقة كما كان يحب ان يقول لها ..
=خايف اني اهرب ؟
-في وحدة بتهرب من الحلاوة د ، عان ماسكاني كيف قولي انت الخايفة يغمى عليك من وسامتي
= عاين م تخليني اغير راي و اقلع ليكم الفستان د هنا و اطرد المعازيم ديل واقول ابيت ابيت م دايرة رجعوني بيتنا..
علت صوت ضحكاته ، حتى اثار فضول المعازيم ..
بدات في تأمله بحب و حنان ليت الحياة تتوقف هنا عند هذه الابتسامة عند هذا المشهد لو ان الحياة تقف عند جانب واحد تقف على الجانب المضيء الدافيء ..ثبتت نظراتها عليه مرت عليها جميع الذكريات معه خيرها و شرها كم هو الفرق شاسع  بين مهند القديم و هذا المهند السعيد المنفتح للحياة ! كم ان الحب جميل كم انه قادر ع كل شي ، قادر ع تبديل الحزن الى اكوام من الفرح ! قادر ع منحنا الأمان في حياة مليئة بالريبة و التوجس ! قادر على منحنا الحرية رغم اننا مكبلين بالكثير الكثير من الذكريات...

يُتبع
صلوا على محمد

You've reached the end of published parts.

⏰ Last updated: Apr 13 ⏰

Add this story to your Library to get notified about new parts!

فضاءWhere stories live. Discover now