_بيني وبينكِ سبع سمواتٍ ولكنكِ تسكُنين قلبي قبل عقلي، شاق القلبُ لكِ عنانُ السماء يا أمي، ولكن الله لطيفٌ عليم، ويُصبرُني فراقَكِ)).
كتبت تلك الجملة داخل دفترها، وإعتدلت في جلستها لتخرج من غرفتها بينما لم يتوقف لسانِها عن ذكر الله.
_عبدو يا عبدو يا عُبَد إنت فين يا حبة الجلب..!
_ههههه تعالي يا قلب عُبَد أنا هنا أهو.
إتجهت لصوت والِدها الحنون بينما تبتسم بإشراق، فوجدته يجلس داخل الركن الذي خصصه لعبادة الله سبحانه وتعالىٰ.
_صباح الفل علىٰ أجمل عيون وقلب في حياتي.
_ههه بطلي بكش يا بت إنتِ، صباحك جنة إن شاء الله يا حبيبت بابا.
_وياك اللهم آمين يا حبيبي، يلا يا حج شد الهمة كدا وقوم معايا علشان نفطر.
_يا بنتي إنتِ مش لسة صاحية..؟!، حضرتيه إمتىٰ..!
ابتسمت بينما تمسك تُحرك الكرسي الخاص بوالِدها بلُطف.
_يا عُبَد يا حبيبي ما إنت عارف إني بنام بدري و بصحىٰ علشان أصلي الفجر، وبفضل صاحية بقىٰ وأحضر الفطار وأعمل كل حاجة.
ربت والِدها علىٰ يدها التي تدفع كرسيَّهُ المُتحرك بلُطف قائلًا بتضرع.
_ربنا يحميكِ يارب يا وتين يا بنتي.
_آمين يا حبيبي، ويديمك ليا، يلا بقىٰ بلاش كسل إنت عارف إن النهاردة أول يوم شغل ليا، افرض إتأخرت وسألوني هقولوهم معلش أصل كنت بفطر عُبَد.
_لا ميرضنيش طبعًا يا حببتي.
_بس أنا يرضيني بقىٰ شوفت..! إنت أهم حاجة في حياتي يا غالي أهم حتىٰ من الشغل.
إبتسم عبد الفتاح إلىٰ إبنته الحنونة وشرع في تناول إفطارهُ، والذي أطعمته وتين إياه بيدها ككل يوم.
إنتهت وتين من إطعام والِدها ثم قبلت يداه ورأسه وأسرعت لغرفتها لترتدي ثيابِها، فإرتدت، جيب سك بيضاء اللون يعلوها كنزة باللون الوردي، وزينت وجهها بخِمارِها أبيض اللون المنقوش ببعض النقوشات الوردية والذي أبرز وجهها الدائري الخض وعيونها التي تُشبه البحر في صفاؤهُ وزرقته ووجنتيها المكتنزتين الحمراء.
خرجت لوالِدها فوجدته يقرأ في كتابِ الله بخشوعٍ تام فذهبت بتجاهه وقبلت رأسه، فصدق ثم إلتفت إليها مُقبٍلًا وجنتيها بحنان داعيًا إلىٰ الله بأن يوفِقها.
أمسكت حقيبتها وخرجت بسرعة من منزِلها وحين نزولها رفعت يدها مُلقية السلام لتحي النساء الذين يقطنون بجانبهم، فردوا إليها السلام فمن لا يعلم وتين المشاغبة جميلة الروح والشكل والأخلاق.
_روحي يا وتين يا بنت فاتن إلهي بحق جاهي النبي يوقفلك ولاد الحلال، ويوفقك في حياتك، ويرزقك بإبن الحلال اللي يصونك.
YOU ARE READING
لوحاتِ الروح
Romanceفتاة مختمرة ومقربة من ربِها، ولكنها عفوية لِـ درجة الهلاك، مجنونة ولكن بإحترام، يدخل إلىٰ حياتِها ما لم تتوقعه يومًا، رجُلًا مسيحيًا غامض، لم يتقابلو مرة أو مرتين وإنما مراتٍ عدة، جعلت تلك العقدة صعبة الحل، فَـ تلاقت الأقدار في صدفةٍ غريبة مُرتبطة ب...
