الفصل الثاني عشر.

135 21 42
                                    

لوحاتِ الروح(12).

كيف نصْبِر.!
مثلما نَصُوم تمامًا.
مُتيقنين أن آذَان المغرَب سيَأتي. 🍂
♡♡♡♡♡♡♡♡.

صدَقَ مَن قال أن صُدفةً خيرَ من ألفِ مِيعاد! كتلك التي حدثت لتوِّها، فَـ كانت وتين تمسك رأسها بعد أن إعتدلت بجلستها علىٰ الأرض تليها روز المُتسطِّحة علىٰ ظهرها وتنظر للأعلىٰ بعينين معكوستين بسبب الدوار الذي داهمها وبجوارِها تكمُن تقوىٰ التي كانت لا تختلف عن حالتها كثيرًا، وبجانبهم توجد مودة التي من الصدمة تراجعت للخلف لينتهي بها الأمر وهىٰ تقع علىٰ أحد وبالطبع لم تكُن سوىٰ سلسبيل التي لعنت ذلك اليوم مِرارًا! أما عند رودينا فكان العكس فثبات كانت تجرها بطريقةٍ غريبة فإنتهىٰ الأمر بهم ورودينا التي بالخلف تجلس فوق جسد ثبات!.

إعتدلت مودة في جلستها ثم أمسكت قدمها وظلّت تضغط عليها قليلًا ولكنها لم تشعر بأىٍّ من تلك الضغطات لتتحول ملامح وجهها إلىٰ الحسرة قائلة بنبرة أشبه للبكاء:

_أنا مش حاسة برجلي!! اتشليت يوم فرح صحبتي يا ناس.

وقفت رودينا من علىٰ جسد ثبات التي رفعت وجهها بعد أن كان مدفونًا بالأرض وهىٰ تفعل تعبيرات مُتألمة ضاحكة بوجهها مغمغمة بِـ:

_ترلة ياربي! قسمتيلي ظهري يابنت عم سعيد، أشوف فيكِ يوم زىّ يوم المصايب اللي إحنا كلنا عايشينوا دا، بس المرة الجاية تعشيه لوحدك ويكون... اه!!.

ابتلعت باقي جملتها بسبب كف رودينا الذي نزل علىٰ رقبتها من الخلف كإشارة تحذير منها بأن تصمت، رمقتها ثبات بحنق لتجدها تحدق بها بإنزعاج وتحدي لتغمغم بضيق:

واللهِ عال أوي، حتة عيلة مقروضة لا راحت ولا جت تعمل فيا أنا كدا ومش هاممها كمان وبتبَرقْلي!! دا إحنا مكناش عيال واللهِ.

زفرت بغيظ بسبب رودينا التي كررت فعلتها ولكن تلك المرة بقوة أكبر فهىٰ تعلم أنها تمقُت أن ينعتها أحدٌ بالطفلة، لذلك صمتت ولم ترُد عليها وإنما إكتفت بدفن رأسها بالأرض مرةً أخرىٰ بسبب دوار رأسها هامسة بصوتٍ مُختنق:

_منه له، منه له، خدلي حقي منها يارب.

لم يرىٰ أحدًا منهم سلسبيل لأن مودة كانت تجلس فوق ظهرها بينما تربع قدمها فخفتها عن أنظارهم ولكن بالطبع الأناس الذين اجتمعوا حولهم وهم لم يلاحظوهم رأوا سلسبيل، اتجهت رودينا لمودة وهىٰ ترمقها بتأثر مُضحك ثم جلست القرفصاء بجانبها وأخذت تضغط علىٰ قدمها هىٰ الأخرىٰ قائلة بخفوت:

_طب كدا مش حاسة بحاجة برضو؟!.

نفت مودة برأسها وهىٰ تكاد أن تبكي، رفعت ثبات يدها لرودينا وهىٰ مازالت علىٰ وضعها لتأخذها رودينا وتضعها علىٰ قدم مودة لتضغط ثبات عليها بعنف قائلة براحة:

_بصراحة أنا مبقوقة من الصبح وعايزة حاجة أطلع خلقي فيها، وطلاما مش حاسة بيها يبقىٰ دي فرصتي.

لوحاتِ الروحTahanan ng mga kuwento. Tumuklas ngayon