الفصل الثاني.

297 32 23
                                    

لوحاتِ الروح.(2)
ـــــــــــــــــــــــــــــ

كانت تدخل إلىٰ الشركة بخطواتٍ مُتعثرة، متوترة، فبعد أن هاتَفَتها مودة وأخبرتها أن المدير يريدُها وإلا سيحدث ما لا يُحمد عقباه، وهىٰ خائفة، أخبرت والدها ما حدث فطمأنها، ولكن رُغم ذلك تشعر بالهذيان الشديد، دخلت بينما بصرُها مركز علىٰ الأرض، وحينما وصلت إلىٰ مكتب مودة رفعت نظرها إليها قائلة بنبرة أشبه بالبكاء.

_عايزني لي؟، طمنيني إلهي تحجي.

نظرت إليها مودة قائلة بقلق هىٰ الأخرىٰ، فهىٰ تخشىٰ أن يكون المدير يود معاقبتِها، وأنه حين حدث الموقف لم يستطِع معاقبتِها كما يريد.!

_علمي علمك يا بنتي، أنا كل اللي إطلب مني إني أتصل بيكِ وأبلغك بس، وبسرعة روحي يا وتين لأن خلاص النص ساعة قربت تخلص، والحمدلله إنك وصلتِ بدري.

تنهدت وتين بتوتر بينما تُمسِد علىٰ خمارِها بسرعة، فهىٰ لم تتوتر هكذا من قبل.

_طيب أنا طالعة أهو.

آمائت إليها مودة بهدوء وهىٰ تحاول عدم إظهار قلقها، كىّ لا تتوتر وتين أكثر، فيكفي الحالة التي هىٰ عليها الآن.

زفرت وتين بهدوء كىّ تهدأ، ثم إتجهت صِوَب المِصعد، الذي ظنت أنها لن تستقله مرةً أخرىٰ منذُ أن طُردت، ولكن ها هىٰ الآن بداخله!، نظرت إلىٰ سقف المصعد تحاول إلهاء نفسها عن التفكير، فيما قد يحدث، وصل المصعد إلىٰ الطابق المنشود، والذي أبهرها حين دخلته لأول مرة، تنفست الصعداء ثم ذهبت بتجاه المكتب خاصته، وطرقته عدة طرقات خفيفة، ولجت للداخل حين سمعت صوته يأذن لها بالدخول.

_السلام عليكم.

رفع بيجاد نظره إليها رامقًا إياها بنظرة لم تفهمها مرددًا.

_وعليكم السلام.

تنفست وتين الصعداء فهىٰ خَشِيت أن يُحرجها، فهىٰ عندما عادت إلىٰ منزلها أمس، بحثت كثيرًا إلىٰ أن توصلت إلىٰ معلومة لم تكن تعلمها قط، وهىٰ أنها يمكن أن تلقي السلام علىٰ أيَّ مَسيحي قائلة"السلام عليكم" فقط

_بلغوني إن حضرتك طلبتني!

وقف بيجاد عن كرسيه، ملتفًا من حول المكتب، إلىٰ أن أصبح يقف أمامه، استند عليه بجسدِهِ، وربع يديه الإثنتين أمام صدرِهِ، قائلًا بجدية لم تخلو من البرود.

_ممكن أفهم إنتِ امبارح مشيتي لي من غير ما تستأذني، والنهاردة خالفتي الأوامر ومنفذتيش اللي مكتوب في الورقة اللي إدتهالك، وإتأخرتي عن معادك، ساعة ونص؟!

قوست وتين حاجبيها بإستغراب بينما لم ترفع نظرها عن الأرض، قائلة بإستفهام.

_مش حضرتك طردتني.؟!

نظر إليها بيجاد بنظرة خاوية ومجردة من أيّ شيء قائلًا ببرود.

_أنا قولتلك اي امبارح يا آنسة؟!

لوحاتِ الروحWhere stories live. Discover now