الفصل الثامن.

284 27 15
                                    

لوحاتِ الروح.(8)

الفصل دا علشان خاطر البنوتات القمرات اللي طلبوه، وطولتهلكم خالص أهو، أشوفكم بإذن الله بعد إمتحناتي ما تنتهي🤎
ـــــــــــــــــــــــــــــــ

_جاىّ آخد اللي يُخصني.
_اللي هو؟!.
_إنتِ
_والدك موافقني الرأىّ، لأن دا من حقي، ولأنك مراتي علىٰ سُنة الله ورسوله.
_شوف بقىٰ أما أقولك هىٰ اه بقت مراتك بس مش مسموحلك تقول تُخصني ومش عارف اي فاهم!، دي بنتي أنا.

مقتطفات من جملٍ استمعت لها، تتداخل بين ثغور عقلها المُغيب عن الواقع مرسِلتًا إليها ذبذبات طفيفة بالواقع، ظلَّ صدىٰ تلك الكلمات يتكرر داخلها بإلحاح، أخذت تتنفس بقوة سرعان ما فتحت بحور عينها صارخة بجزع جعل بيجاد ومعه والدها ينتفضون بقوة متراجعين للخلف بعيدًا عن جسدها، بينما أمراتِ الصدمة تظهر جاليةً علىٰ وجههُم.

_اعـــــــــا يا مــــامــــا.

_اه يا بنت المجنونة يا لاسعة!!.

همس بيجاد المصدوم بتلك الكلمات، بينما يراقب هيئته المبعثرة بسخط فَـ من قوة تراجعه أصبح يستند علىٰ الأرض بكفىّ يديهِ، بينما قد تناثرت خصلات شعره علىٰ جبينه بعشوائية، جاعلة من هيئته مضحكة ووسيمة.

لم تلحظ وتين وجود بيجاد بعد، بل نظرت لمن كان مقابلًا لوجهها وهو والدها، فزفرت هواء رئتيها براحة قائلة بأمل.

_بابا، أنا كنت بحلم صح!.

تابعها عبدالفتاح بتردد ولم يتحدث فهو يعلم أن ردود أفعال ابنته عند الصدمات تكون غريبة ومن الممكن أن تجعلك تموت ضحكًا أو تموت صدمتًا!، لاحظ نظرات وتين المُترقبة له فقال بصوت حاول صبغه بالهدوء.

_هو يا بنتي آآآ.

تقطعت حروفه رافضة الخروج من جوفه بصدمة كبيرة بسبب وتين التي وقفت وأزالت إسدال الصلاة التي كانت ترتديه، فمن صدمتها نسيت أنها لم تكن ترتديه قبل حضور بيجاد وأيضًا لم تهتم بتفسير وجودهم في غرفة الصالون، هىٰ فقط أرادت أن تؤكد لذاتها أن لا شيء من ذلك حدث وأنها كانت تحلم وحسب!.

ظلَّت وتين بمنامتها الحريرية التي كانت ترتديها مما أظهر بياض بشرتها بينما كانت تعكف شعرها علىٰ هيئة كحكة كبيرة أعلىٰ رأسها ولكنها كانت غير محكمة فأضفت عليها طابعًا مميزًا، إتجهت وتين لولدها وآمالت بكرسيه للجانب وأخرجته من الغرفة قائلة بجدية مُضحكة ومازالت لم تنتبه لِ وجود بيجاد بعد، فهو كان خلفها وحينما أفاقت لم ترىٰ سِوا عبدالفتاح أمامها حتىٰ عندما أخرجته عدَّلت الكرسي من الجانب ولم تلحظ الآخر مرةً أخرىٰ!.

_أولًا يا عُبد تعالىٰ نتكلم برا علشان أنا جالي تشاؤم من الأوضة دي بجد.

ولجوا من باب الغرفة، تاركين بيجاد في صدمته من هيئتها الذي رآها بها قبل قليل، خُصلاتها الغجرية السوداء التي ورغم حكمها إياهم لم يختفي تمردهم أثروا بهِ وبشدة، ردة أفعالها المجنونة التي لم يُصادفه بمثلها من قبل، نظر إلىٰ الباب الذي ولجوا منه قائلًا بتزمر غير معتاد منه.

لوحاتِ الروحWhere stories live. Discover now