الفصل الثاني : حَادثْ

991 76 8
                                    


أتمنى لكم قراءة ممتعة

اللَّهُمَّ صَلِّ وَسَلِّمْ وَبَارِكْ على نَبِيِّنَا مُحمَّد

******************************************


بدون سابق إنذار يأتي شيئًا ما يَقِلب المَوازين رأسًا على عَقِب.

صاح "سامح " بفزع : حــاســب يــا مُــعــاذ.

و في تِلك اللحظة تغير كل شيء، تحول الضحك والمرح إلى صراخ و فزع.

حاول "مُعاذ" تفادي الشاحنة الضخمة ولكن لم يستطيع فِعل ذالك و أصتدمت سيارته بالشاحنة ثم أخذت تلتف حول نفسها بشكل دائري سريع للغاية ثم أنقلبت عِدت مرات مُتتالية وبعدها  أستقرت في الوضع المعكوس.

دقائق من الصمت سيطرت على الموقف حتى بدأ الناس في التجمع حول السيارة و بدأت حالة الهرج تعمُ المكان بأكمله، يحاولون بقدر الإمكان إخراج أيٍ شخص بداخل السيارة ولكن لم يستطيعون فالأمر في غاية الصعوبة.

أما بداخل السيارة فكان "سامح" يُحاول التحرك من مكانهُ ولكن مقعده مقيد لهُ حركتهُ، فنظر إلى "مُعاذ" الذي يجلس في  المقعد المجاور لهُ فوجده فاقد الوعي ورأسهُ تنزف بشدة حتى أغرقت الدماء وجهُ.

فنطق أسمه بضعف وقال : مُعاذ.. مُعاذ أنت سامعني؟

لم يجد إجابة منه وفي أثناء ذالك وجد أن الباب المجاور لهُ يُفتَح، فنظر بجانبهُ رأى شخصًا يمد يديهِ لهُ يُحاول أن يساعده على الخروج فمد يديهِ له بصعوبة فجذبهُ الآخر بقوة ولكن بحذر لكي لا يتأذى أكثر من ما هو مُتأذي حتى أستطاع إخراجهُ بسلام.

وعندما خرج "سامح" من السيارة تمدد على الأرض ونظر إلى جانبهُ الأيسر فوجده ينزف بغزارة و بدأ في سماع الأصوات من حولهُ ونظر إلى الوجوه الكثيرة التي أمامهُ بتشوش ثم قال  بصوتٍ يُحاول أن يجعلهُ مسموع لهم : ساعدوا أصحابي، أطلبوا الإسعاف بسرعة.

كان هذا آخر ما نطق بهِ قبل أن يفقد وعيهُ و هو يستمع لشخصًا ما يقول : يا جماعة حد يطلب الإسعاف.

وشخصًا آخر يقول : حد يساعدنا في إننا نطلع الباقي من العربية.

كانت جميع الأصوات مُتداخلة بنسبة لهُ ومشوشة بعض الشيء مع إمتزاج مُختلط بأصوات السيارات وصفيرها الذي يتلاشى شيئًا فشيئًا حتى أصبح لا يستمع لشيء.

*******************************************

في صباح اليوم التالي، على الساعة السابعة صباحًا

كان يحاول فتح عيونهُ بصعوبة شديدة حتى أستطاع فِعل  ذالك، من ثم نظر حولهُ فوجد نفسهُ مُمدد على فِراش بغرفة بالمشفى.

تدريجيًا تذكر كل ما حدث ليلة أمس، ظل يُحرك رأسهُ يمينًا ويسارًا لعلهُ يرى أحد من أصدقائهُ ولكن لم يجد، فحاول النهوض ونجح في ذالك بصعوبة شديدة ولكن تحرك حركة خاطئة جعلتهُ يتسمر مكانهُ من الألم الذي حل بهِ في الجانب الأيسر من معدتهُ فتلقائيًا تشكلت ملامحهُ بأنزعاج من ألالم الذي عصف بهِ، بعدها حاول أن يتحرك ببطئ إلى الخارج بعد أن فك عن يديهِ الإبر والمحاليل الطبية المُتصلة بكفهُ وهذا جعل الأجهزة تصدر صوت صفير هادئ ولكنهُ لم يهتم.

مَــسَــار | Track Where stories live. Discover now