الفصل التاسع : إلقٌَآءَ ألوَم

636 53 13
                                    


أتمنى لكم قراءة ممتعة

اللَّهُمَّ صَلِّ وَسَلِّمْ وَبَارِكْ على نَبِيِّنَا مُحمَّد

*****************************************

في إحدى شُقق الإسكندرية المُجتمع بها تلك المرأة العجوز التي تُدعىٰ "سُهير" وأبنائُها المتزوجون وأولادهم.

كانت تجلست على الأريكة المُقابلة لهم وهُم مُلتفون حولها يتحدثون في الكثير من الموضوعات، ولكنها لم تُشارك معاهم بالحديث وإنما كانت مُستمتعة وهي بالمُشاهدة والأستماع إليهم.

ومن بداية تَحاورهُما وهي تُراقب زوجة إبنها "عادل"، التي لم تتفوه بأي شيء أثناء تِلك الجلسة العائلية.

كانت "سُهير" تُتابع نظراتها وحركاتها المُنزعجة الواضحة؛ بالأضافة إلى حركة يدها التي تفركها ببعضهما بغضب ملحوظ، ومن حين لآخر تزفر بضيق وكأنها على وشك الإنفجار.

فقالت لها وهي تلوي شفاتيها بعنجية : مالك يا فاتن قلبة وشك وعمالة تنفخي لحد ما قربتي تتطيرينا من مكانا، شكلك مكنتيش عايزة تيجي.

صمت الجميع عن التحدث عندما ألقت "سُهير" ما قالته.

فصمتت "فاتن" لبرهة فهي لا تستطيع إجابتها بالحقيقة، فبطبع هي لم تكن تُريد المجيئ.

وعندما طال صمتها رد "عادل" بدلًا عنها مُسرعًا : لا أبدًا يا أمي أزاي يعني مش هتكون عايزة تيجي، طب تصدقي بقا إنها هي اللي أصرت، قالتلي لازم نعدي عليكِ نقعد معاكِ زي ما قعدنا مع مامتها.

نظرت "فاتن" إليهِ بالكثير من الدهشة و عدم تصديق من كذبهُ ذالك الذي يُتقنهُ وكأنهُ يقول الحقيقة.

فكان بدور "عادل" النظر إليها هو الأخر لكي تُجاريه في كذبته، ولكنها صمتت ولم تتفوه بشيء؛ ربما من غَيِظها أو من صدمتها.

فنظرت لها "سُهير" وهي تقول بنفس العنجية التي تحدثت بها مُسبقًا : أومال مش باين ليه اللي بتقوله؟ .. ده من ساعة ما جت وهي مش طايقة القاعدة وكل شوية تبص في الساعة وكأنها بِتعد الدقايق علشان تمشي.

ضغط "عادل" على أسنانه بغضب لكي يجعلها تُجيب على والدته وتقول شيء بدلًا من ذالك الصمت.

فألتفتت "فاتن" إلى والدته وقالت وهي تُحاول السيطرة على غضبها المكتوم داخل صدرها : لا أبدًا يا ماما أنا بس دماغي مصدعة شوية وبعدين موضوع إني ببص على الساعة ده عادة فيا، بحب أشوف الوقت كل شوية مش أكتر.

حركت "سُهير" رأسها بعدم إقتناع من ثم قالت : مـاشـي.

فأضافت بلُطف إحدى زوجات أشقاء "عادل" قائلة : طيب هروح أجبلك برشامة علشان الصداع يروح، ثانية واحدة.

مَــسَــار | Track Where stories live. Discover now