الفصل الثامن عشر : مُلوخية

642 50 49
                                    

أتمنى لكم قراءة ممتعة

اللَّهُمَّ صَلِّ وَسَلِّمْ وَبَارِكْ على نَبِيِّنَا مُحمَّد

****************************************

عادت "فاتن" إلى المنزل وفتحت باب الشقة لتدخل من بعدها  وهي تَحِمل بيدها الكثير من الحقائب البلاستيكية التي تحتوي على المُشتريات، ثم قامت بوضعهم أعلى طاولة 'السُفرة' وبعدها توجهت نحو الأريكة لتجلس لتُريح قدمها من كثرة السير التي خاضتهُ اليوم، لم تَمُر ثوانٍ على جلستها حتى وجدت هاتفها يُعلن عن أتصال فأخرجتهُ من حقيبتها لتجد المُتصل هو "عادل" فضغطت على زر الأجابة فأتها صوتهُ قائلاََ : ألـو يـا فـاتـن.

فردت بتعجب لأن ليس من عادتهُ أن يتصل بها بوقت مُبكر مِثل هذا : ايه يا عادل، مش من عوايدك تتصل بيا بدري.. خير؟

فرد "عادل" قائلاََ : آه ما أنا بتصل بيكِ علشان أقولك إنك هتروحي عند أمي بعد الضهر علشان هتسعدي أمي و جميلة في تجهيزات السبوع بتاعت سَناء.

يالهُ من أنسان مُستفز فهو يَطلب منها أن تذهب؛ لا أنهُ لا يطلب بل يأمر أو يُخبرها فقط بما عليهِ فعلهُ فقط.

فقلبت عينيها بضيق ثم قالت بهدوء وهي تُحاول أن لا تغضب : عادل أنا لسة طالعة من تحت حالاََ لأني كُنت بشتري حاجات للبيت وكُنت محتاجة أنام شوية علشان أقوم بعدها أجيب سيف من الدرس بتاعهُ ولسة ورايا حاجات كتير في البيت مخلصتهاش فأنتـ....

قاطعها عن الحديث الذي لا يَعني لهُ شئ فهو يُريد فقط أن يُلبي طالبهُ فقط ولا يَهُم ما ستقولهُ، فقال بأنزعاج : فاتن أنتِ بترغي كتير ليهِ، أنا كلامي واضح؛ بقولك روحي عند أمي بعد الضهر يعني تروحي بعد الضهر ملهوش لازمة المُرشح اللي أنتِ قولتيهِ ده خالص.

أخذت نفس عميق لعلها بعد أن تستنشق الهواء يُساعدها على أطفاء الحريق الذي يَشتعل بداخلها من كونهُ لا يَهتم لأمرها ويَهتم بما يقولهُ فقط، فقالت وهي على وشك الأنفجار : طيب وبنسبة للحاجات اللي قولت عليها تولع يعني ولا ايه مش فاهمة؟

رد بضيق من جدالها : الحاجات دي تتعمل بعدين، و دلوقتي أنزلي هاتي سيف من الدرس وظبطيهِ وروحي لأن لو مروحتش هيكون في كلام تاني يا فاتن.

ردت بأستنكار مَمزوج بالدهشة لما يقول : أنت بتهددني يا عادل؟

هُنا أتها صوتهُ المُنفعل الذي قد أرتفع بشكل مَلحوظ : فاتن أنا مش بحب الجدال الكتير اللي في الأخر هينتهي باللي أنا قولت عليهِ، فمتجدليش زي كل مرة ماشي؟ وتسمي ده تهديد تسمى ديكتاتورية سميهِ زي ما تسميهِ المهم أن اللي قولت عليهِ هو اللي يتنفذ وتقومي حالاََ تنزلي تجيبي سيف وتلبسيهِ وتروحي وأنا هجيلك بعد الشُغل على هناك، وقسماََ بالله لو اتصلت ولقيتك مروحتش هتزعلي جامد.

مَــسَــار | Track Where stories live. Discover now