الفصل التاسع عشر : عَسل إسِود ومِهَبب

613 54 58
                                    

أتمنى لكم قراءة ممتعة

اللَّهُمَّ صَلِّ وَسَلِّمْ وَبَارِكْ على نَبِيِّنَا مُحمَّد

****************************************

'فِــلاَشْ بَــاك'

- في شقة "سُهير"

تقف "فاتن" بجوار "جميلة" بداخل المطبخ ويقومون بأعداد الطعام بكميات كبيرة لكي يَكفي العدد الذي سيأتي لـ 'السبوع'
وأثناء ذالك قامت "جميلة" بسؤال "فاتن" الأتي : فاتن أنتِ كويسة؟

كان سؤالها بدافع أنها ترى تعابير وجهها تاميل إلى الغضب والضيق، فردت "فاتن" قائلة بهدوء عكس الذي بداخلها من ثوران : بحاول أبقى كويسة.

نظرت لها "جميلة" بتفحص ثم قالت وهي تُمسكها من ذراعها لكي تجعلها تجلس على المقعد الموجود بالمطبخ : طيب أقعدي وقولي مالك، أنتِ من ساعة ما جيتي وأنتِ قالبة وشك وباين جداََ إنك متضايقة.

زفرت "فاتن" بهدوء ثم بدأت بشرح لها ما تشعر بهِ أو ما هو سبب ضيقها : أنتِ عارفة أن أنا وسَناء مش على وِفاق مع بعض ده غير إني عارفة كويس أنها مبتحبنيش.

حركت "جميلة" رأسها بالأيجاب لكونها تعلم أن علاقتها بـ "سنَاء" ليست جيدة إلى حدٍ ما، فاتبعت الأخرى حديثها قائلة : فأنا ما كُنتش عايزة أجي غير على مَعاد السبوع وده فعلاََ اللي كان هيحصل لكن أتفاجئت بأتصال عادل بيا وهو بيُطلب مني.. لا هو مَكنش بيُطلب هو كان بيأمرني إني أجي هنا علشان أساعد في التحضيرات، وبرغم من أنهُ عارف إني مش عايز أجي وعارف الأسباب كويس أولهم إني مش بحب سَناء إلا أنهُ برضو ضغط عليا ويُعتبر هددني علشان أنفذ اللي قال عليهِ وأنا مبحبش حد يضغط عليا أو يخليني أعمل حاجة غصب عني وده بالظبط اللي عادل بيعملهُ معايا مُعظم الوقت، فأنا بجد مش مرتاحة بسبب طرقتهُ اللي بقت مليانة تحكُمات و أوامر ولاغي شخصيتي نهائياََ؛ أوقات كتير بحس إني مش فارقة معاه وإني مليش لازمة بسبب أنهُ علطول مش بيسمع غير صوتهُ وبس.

صمتت بعد كل تلك الكَلِمات المُتشابكة ببعضها التي ألقت بها دُفعة واحدة فشعرت بأنها تأخذ أنفاسها بصعوبة أثر كونها لم تَتًرك فواصل بين كل كلمة والأخرى، فما كان من "جميلة" إلا أن تذهب وتجلب لها كوب من الماء وتُعطيهِ لها فتأخذه "فاتن" منها لتتجرعهُ دُفعة واحدة من ثم تضعهُ على الطاولة المُجاورة لها.

فقالت "جميلة" لكي تُهدئها قليلاََ : طيب أهدي وبإذن الله هتكون مُجرد فترة وهتعدي، أنا عارفة أنها حاجة تضايق وأن اللي أنتِ قولتيهِ حاجة في مُنتهي القرف وأنا لو مكانك فعلاََ هتضايق بس مش عارفة الحقيقة لو أنا مكانك هعمل ايه أو هتصرف ازاي.

كانت "فاتن" تستمع لها بصمت تام وعقلها يُفكر بالكثير وعندما وجدتها صمتت رفعت بصرها لها وقالت : أنا بقا عارفة هعمل ايه كويس.

مَــسَــار | Track Where stories live. Discover now