الفصل الرابع والعشرون : عَودِة العِلاقَات

777 58 126
                                    

أتمنى لكم قراءة ممتعة

اللَّهُمَّ صَلِّ وَسَلِّمْ وَبَارِكْ على نَبِيِّنَا مُحمَّد

**************************************

أتعلم حِين تَشعر بإنك كُنت بإنتظار شيئًا ما وأصبح ما تنتظرهُ أمامك وتنظر إليهِ؛ هذا بضبط حال "مُعاذ" ، فهو الآن يَتَمَدد على الفِراش ويَنظُر إلى قدمهُ الحَدِيِديِة بأبتسامة مُتَسِعة، كانت أبتسامتهُ تُشبهِ طِفل يَنظر بِفرحة إلى مَلابس العِيد الذي يَنتظر بِشدة إلى أن يَرتديها.

بالمُقابل تَنظر لهُ "مروة" بالكثير من الفرحة لِكَونها رأت الفرحة تَغَمر عِيناه بهذا الشكل؛ كانت تجلس على المِقعد الموضوع بإحدى الزاويا فرفع "مُعاذ" عينيهِ لها وهو مازال يَبتسم فبادلتهُ الأبتسامة بِحُب ثم قالت لهُ وهي تَنهض وتُقبلهُ أعلى جبينهُ :
ألف مبروك يا حبيبي؛ ربنا يِديم عليك الفرحة اللي أنا شايفها في عيونك دلوقتي دي علطول.

أمسك يدها من ثم قبلها بهدوء وقال : بإذن الله تِدوم بِدعواتك يا مرمر.

أبتسمت على جملتهُ ثم ربتت أعلى كَتِفهُ فوجدتهُ يُتابع قولهُ :
ممكن أطلب منك طلب وتِنفذيهِ من غير جِدال.

أماءت بِرأسها دلالةٍ مِنَها للموافقة قائلة : أكيد طبعًا أطلب.

فَطَلب بِهدوء : عايزك تِروحي تِرتاحي وتنامي علشان أنتِ تعبانة من إمبارح وفِضلتي سهرانة وقاعدة جنبي فــ.....

قاطعتهُ بِرفض وقالت : لا يا مُعاذ مش هروح وأسيبك في المُستشفي لوحدك أنا هفضل جنبك لحد ما تُخرج من هِنا.

لن تَكون والدتهُ أن لم تُجادل وتعترض فأبتسم لِكونهُ كان يَعلم ما ردها وقال : واللهِ كُنت عارف أصل مُستحيل هتكوني أمي من غير ما تِجدلي.

جلست بِجانبهُ على الفِراش وقالت : وطالما أنت عارف إني هجادل وهرفض بِتُطلب ليهِ؟

أجابها بِهدوء وقال : بَطلب علشان عايزك تِرتاحي وكمان علشان لما مروان يِرجع من الأمتحان يلاقي حد في البيت
ومَيكونش لوحده.. وبعدين بابا معايا أنا مش لوحدي.

صمتت قليلاََ تُفكر بحديثهُ فهي لم تَحسب لأمر "مروان" مُطلقًا بسبب إنشغالها بأمر العملية وقلقها عليهِ، فنظرت لهُ فوجدتهُ يبتسم ويتحدث إليها بهدوء قائلاََ : أسمعي مني يا ماما و  روحيِ علشان مَتتعبيش وعلشان مروان وعلشان أنا مش تَعبان لدرجة اللي أنتِ عاملة عليها كل الخوف والقلق ده.

صمت لثوانٍ ثم تابع بِمُزاح : وكمان علشان تأكلي بُرعي المِسكين.. يرضيكِ يعني يِفضل قاعد وحداني في الشقة وهو محبوس في أوضتي بين أربع حِيطان.

ضحكت "مروة" ثم قالت بِمرح : قول كده بقا؛ أنت عايزني أروح علشان بُرعي وبتعمل الفيلم الهندي ده كلهُ علشانهُ!

مَــسَــار | Track Where stories live. Discover now