الفصل الواحد والثلاثون : إنِهيَار حُصوّنْ الثْبَات

611 50 27
                                    

أتمنى لكم قراءة ممتعة

اللَّهُمَّ صَلِّ وَسَلِّمْ وَبَارِكْ على نَبِيِّنَا مُحمَّد

*************************************

لحظات صعبة تَمُر عَليِنَا يوميًا، منها فُقدان الشغف، تَحَطُم أرواحنا، و إنكِسار قُلوبنَا في بعض الأوقات، بالإضافة إلى شعورنا الدائم بالخذلان أو التعب من عدم قُدرتنا على تحمل المزيد، هُناك الكثير من الإضطربات النفسية التي تُراودنا بشكل مُستمر والتي من خِلالها تَتَرتب نَتائج عديدة، حتمًا سَيتغير إتجاه مَسَارنا؛ كل ما عليك هو الإختيار.

يتمدد بجسده أعلى الأريكة بإرتياحٍ شديد، و يُشاهد التِلفاز بإستمتاع وهو يأكل تِلك المُقابلات الشهية التي وضعتها له والدته لتو، فهو مُنذ إن ذهب إليها وهي تقوم بتدليله وصُنع له ما يُريد.

حقًا لقد كان أسبوع مليئ بالراحة والإستجمام بنسبةٍ لـ "عادل".

فنظر إليها وقال بنبرة مليئة بالسعادة : يا سلام على الراحة والهدوء والدلع اللي أنا حاسس بيهم دلوقتي، بجد أنا كُنت محتاج أنعزل فترة بعيد عن البيت وقرفه، مكنتش أعرف إن لما أبعد عن خِلقة فاتن و زَنْ الواد سيف هرتاح بالشكل ده!

ألقىٰ بكلماته تحت مسمع "سُهير" التي كانت تنظر إليهِ بإبتسامة مُتسعة، و إنتظرت أن تستمع إلى نبرة صوته النادمة  في باقي الحديث.

وهذا بالفعل ما حدث حيث أنه تابع بنبرة تحمل الكثير من الندم قائلًا : يارتني يا أمي كُنت سِمعت كلامك وسِبتك تختاريلي البنت اللي هتجوزها، أكيد أختيارك كان هيبقا أفضل من إختياري مليون مرة، بس خلاص بقا أهو اللي حصل.

صمت وهو يمضع ما كان يأكله فأستغلت ندمه ذالك وقالت بمكر و هي تقترب من مجلسه : لا مش خلاص، أحنا لسة فيها، و من بكرة لو تحب أدورلك على العروسة اللي تشاور عليها.. ها قولت ايه؟

أعتدل في جلسته ثم قال وهو ينظر إليها بتمعن : هو أنا قادر على قرف فاتن لواحدها، عايزاني أروح أتجوز واحدة تانية ويبقا بدل القرف أتنين.. هو كفاية عليا بيت واحد مش ناقصة وجع دماغ كــ....

قاطعته بحماس وهي تقول : ومين بس اللي قال إنهم هيكونوا بيتين؟ هو هيبقا بيت واحد بس بزوجة واحدة، أظن كده فهمت قصدي.

أبعد عيناه عنها وشرد قليلًا ثم قال : أنتِ عيزاني أطلق فاتن؟

فقالت وهي تُوسوس له مثل الشيطان : وتخليها على ذِمتك ليه، تكونش مخلياك سعيد وفرحان في حياتك وأنا مش واخدة بالي؟ يابني ده أنت من وقت ما أتجوزتها وأنتوا بينكم خناقات ومشاكل ما يعلم بيها إلا ربنا، وعمرك ما جيت هنا إلا إذا كُنت مضايق وعايز تهرب من الدوشة اللي هي عملاها في حياتك، ده غير إنها بت شايفة نفسها ومديها أكبر من حجمها مع إنها ولا تسوى زي ما أنت قولت ليها في أخر خِناقة بينكم.

مَــسَــار | Track Where stories live. Discover now