الفصل الثلاثون : حفل زِفاف

687 48 63
                                    

أتمنى لكم قراءة ممتعة

اللَّهُمَّ صَلِّ وَسَلِّمْ وَبَارِكْ على نَبِيِّنَا مُحمَّد

*****************************************

- في عصر اليوم التالي

ذهبت "سارة" إلى المكان المنشود الذي أتفقت معاها "داليا" بأن تُقابلها بهِ.

ظلت تنتظرها وهي ترسم العديد من السِينريوهات داخل رأسها، فكرت بالكثير والكثير؛ ولكن دائمًا السِينريو الذي لم نتوقع أو نضع له حِسبة يكون هو الصحيح، و دائمًا تُفاجِئنا بهِ الأحداث.

و أخيرًا وصلت "داليا" وهي تسير بخطواتٍ ثابتة و واثقة، تضع بعضًا من مساحيق التجميل البسيطة، و ترتدي ملابس زاهية عكس طبيعتها المُعتادة.

و هُنا فقط شعرت "سارة" بإن هُناك خطبًا ما، ولكن على أيٍ حال فهي قد إبتسمت لها بِلطافتها المُزيفة التي أصبحت واضحة كوضع الشمس بنسبة للأخرى من ثم قالت ما إن رأتها توقفت أمامها : حبيبتي اللي وحشاني على الآخر، كده برضو أهون عليكِ تغيبي عني كل الفترة دي من غير ما تسألي عليا؟

إبتسامة جانبية إرتسمت على شفاه "داليا" قبل أن تقول : مكنتش فضيالك واللهِ يا سارة، كان في حاجات أهم بعملها.

صدمة أحتلت معالم وجه "سارة" من ذالك الرد الصاعق بنسبة لها، فذالك كان أخر ما توقعت سماعه منها.

نظرت لها لثانية تنتظر بها أن ترى إرتباك معالمها، فهي توقعت أن تجد منها تبرير على غيابها، أو إعتذر على عدم أهتمامها بها طوال تِلك الأسابيع الماضية، أو حتى ترى داخل عينيها تِلك النظرة الراجية لكي لا تغضب منها.

ولكن ما تراه داخل عينيها الآن هي فقط نظرة جَامِدة.

فقالت في مُحاولة منها لقلب الموازين لصالحها كما تفعل دائمًا :
أممم حاجات أهم.. طيب ياستي، ما هو أصل خلاص سارة بقت متشالة على الرف لوقت العوزة مش كده؟

صدرت ضحكة خفيفة من "داليا" أجابتها بعدها وهي تجلس على المقعد بأريحية : اه.. تـقـدري تـقـولـي كـده.

تعجبت "سارة" من تِلك الردود المُحرجة، وشعرت بأن هُناك خطبًا ما فقالت لها وهي تسحب مِقعدها وتجلس عليهِ هي الأخرى : ﷲ! مالك يا داليا شكلك مش طايقة نفسك ومضايقة،  و داخلة فيا شمال من ساعة ما شوفتيني.. هو أنتِ متخانقة مع يوسف ولا ايه؟

ألقت سؤالها الأخير بترقب مُتلهفة لسماع الإجابة التي ترضيها.

وفي المُقابل رمقتها الأخرى لثوانٍ قليلة قبل أن تقول بجدية شديدة : و ده مُـجـرد سـؤال ولا أمـنـيـة؟

لحظة من الصمت مرت علي "سارة" تحاول فيها إستعاب ما وصل إلى مسماعها، فهي حقًا لا تعلم لِمَا تتحدث معها بِتلك الطريقة الغير مُعتادة، لِمَا تتحدث معاها بالألغاز !

مَــسَــار | Track Where stories live. Discover now