الفصل السابع والعشرون : حَيَاة بَائسة

949 48 148
                                    

أتمنى لكم قراءة ممتعة

اللَّهُمَّ صَلِّ وَسَلِّمْ وَبَارِكْ على نَبِيِّنَا مُحمَّد

*****************************************

"يعني ايه الفرح يتلغي للمرة التانية! أنا مش فاهمة بجد أنت ازاي توافقها على حاجة زي كده!"

هتفت والدة "يوسف" بِتلك الجملة وهي مُتعجبة بشدة من ذالك القرار، فتنهد الآخر بملل لكونها قد تفوهت بقولها ذالك مُنذ أن أتىٰ للمرة التي لا يعلم عددها.

فقال لها بهدوء : يا أمي أنا من وقت ما جيت وأنتِ عمالة تِعيدي السؤال وأنا واللهِ جاوبتك وقولتلك أنا وافقت ليه على التأجيل.

فنظرت لهُ بتعجب ثم قالت : ما هو أنا مستغربة بصراحة أنها تُطلب تأجل الفرح علشان شوية إكتئاب أو زي ما بتقول إضطربات نفسية اللي ممكن تروح في يومين وتبقى كويسة قبل المعاد الفرح.

صمتت قليلًا ثم قالت وهي تُضيق عينيها في مُحاولة منها لأستجوابه : يوسف قول الحقيقة وبلاش تخبي عني أنا وأبوك حاجة.

نظر لها بإستفهام فهو لا يفهم عن أي حقيقة تُريده أن يَقولها فسألها بإستفسار : حقيقة ايه اللي أخبيها عنك مش فاهم؟

فأجابته قائلة : أنت وهي في بينكم مشاكل و هو ده سبب التأجيل الأساسي اللي أنت مخبيه عننا مش كده؟

ضحك بخفة ثم قال وهو يضرب كفيهِ الأثنان بِبعضهم : لا حول ولا قوة الا بالله، في ايه يا أمي مشاكل ايه اللي بتتكلمي عليها، ربنا ما يجيب مشاكل بينا أبدًا.

فسألت مرة أخرى قائلة : طب أومال ايه بقا؟

نظر "يوسف" لوالده لكي ينقذه من أسئلتها الغير مُتناهية والتي أجاب عليها بصراحة ولكنها لا تقتنع فرفع والده يده للأعلى بأخلاء سبيلهُ من تلك المُناقشة، فعاد بنظره لوالدتهُ مرة أخرى ثم قال : واللهِ أنا مش فاهم أنتِ عايزة ايه بظبط؟

فردت ببساطة قائلة : عيزاك تقولي الحقيقة.

فقال وهو يعتدل في جلستهُ ويُمسك يديها الأثنان ثم يُقبلهم : صدقيني هي دي الحقيقة، هي عندها شوية إضطربات نفسية بسيطة كده فطلبت مني تأجيل الفرح لأنها حاسة بعدم إستعداد ليهِ فأول ما تكون مستعدة هنتمم كل حاجة بإذن الله.

فقالت بأقتراح : طب ما الفرح يتم في معاده وتبقى تظبط الأضطربات النفسية دي وهي معاك، أظن كده أتحلت أهو.

نفى برأسهُ رافضًا ذالك الأقتراح ثم قال بهدوء : مش هينفع أبدًا، هي مش هتكون مرتاحة وأنا مش هكون مرتاح وهي مش مرتاحة فخلاص مجتش من الحبة دول يعني.

أبتسمت لهُ والدتهُ بهدوء ثم قامت بالتربيت أعلى كتفهُ ثم قالت : خلاص يا يوسف اللي هيريحك أنت وهي اعملوه.

مَــسَــار | Track Where stories live. Discover now