الفصل الثاني والثلاثون : أنتِ حِينْ تَعزْيِفينْ

760 40 36
                                    

أتمنى لكم قراءة ممتعة

اللَّهُمَّ صَلِّ وَسَلِّمْ وَبَارِكْ على نَبِيِّنَا مُحمَّد

إهداء صَغِيِر لكل شخص يَكتُب لي تعليق، لكل من أحب كل شخصية في تِلك الرواية البسيطة، لكل من شَجاعني بكلمة و مازال يدعمني حتى الآن، لكل من يُقدر كتاباتي ويترك أثرٍ بعد قِراءته ولا يُغادر بصمت، لكل من ينتظر فصل جديد رغم تأخري المُمل، أحبكم جدًا ومحظوظة بوجودكم.. أنتم حقًا أشخاص رائعين، وبدعمكم أتشجع وأكتب.

*************************************

دواؤك فِيكَ و ما تشعر، و دواؤك مِنكَ و ما تُبصِر، وتَحسبْ إنكَ جرّم صغير، و فِيك إنطوى العالم الأكبر.

- علي بن أبي طالب

بعد نوبة بُكاء مُتواصلة هدأت، أخيرًا إستطاعت إيقاف شلالات الدموع المُنهمرة بغزارة.

لا تعلم لِمَا كل ذالك البُكاء، حقًا إنها لم تتوقع بأن تفيض عينها بذالك الكَم الهائل من الدمع، تُقسم الآن أن مظهرها يبدو مُخيفًا بسبب إنتفاخ عينيها.

بدأت والدتها بالتربيت أعلى ظهرها بحنان من ثم أعطتها كوب من الماء وهي تقول بنبرة حنونة : خدي يا حبيبتي، إشربي وأهدي.

مدت يدها وأخذت الكوب وبدأت بتجرع مُحتواه دفعة واحدة، وأثناء ذالك إستمعت لسؤال والدتها :

"أنا عايزة أعرف ليه كل العياط ده؟ أنا كُنت بحسب إنك مش هتزعلي ولا هتتأثري بالموضوع.. هو مش ده برضو اللي أنتِ كُنتِ عيزاه يا سارة؟"

إختتمت والدة "سارة" حديثها بنبرة مُحتارة، مُنتظرة أن تسمع تفسير من إبنتها.

تركت "سارة" الكوب من يدها ونظرت إلى والدتها وقالت بنبرة مَبحوحة أثر البُكاء : كُنت فاكرة إن ده اللي أنا عيزاه، لكن إكتشفت إني مش عارفة أنا عايزة ايه.. كُنت فاكرة نفسي جامدة ومفيش مني أتنين، لكن عرفت إني ولا جامدة ولا حاجة، عرفت إني مستهلش أي حاجة حلوة كُنت بمتلكها.. و كريم كان من ضمن الحاجات الحلوة اللي كانت بين إيديا وبغبائي ضيعتها.

أنهت حديثها بندم وإنكسار شديدان، فشعرت والدتها بالحزن من أجلها فربتت على يدها بحنان ثم قالت : مُشكلتك يا سارة إنك عايزة كل حاجة بين إيديكِ، و كُنتِ بتبصي على اللي في إيد غيرك ونسيتي ترمي نظرة على اللي معاكِ.. إذا كان بقىٰ من هدوم، لخروجات، لمجال دراسة.. إلى أخره.

تنهدت والدتها ثم تابعت بنبرة نادمة : بس الغلط مش عليكِ يا سارة، أنا كُنت سبب في تكوين شخصيتك، أنا اللي لما كُنتِ تِطلبي حاجة كُنت بعملهالك من غير أي إعتراض حتى لو كُنت عارفة إنك طلبتي الحاجة دي علشان فُلانة معاها، كُنت ببرر تصرفي تحت مُسمىٰ محرمكيش من حاجة، ونسيت إن ده هيأثر عليكِ بالسلب لما تكبري ويخليكِ تسوقي فيها، كونت منك شخصية عايزة كل حاجة ليها، بقيتي إنسان عايزة تاخدي ومتديش.

مَــسَــار | Track Where stories live. Discover now