البارت الأول

66.7K 2.2K 1.2K
                                    

Hii

. . . . .

فِي تِلك الحُجرة الشِبه فَوضوية أثر بَعض الكُتب المُتَبعثرة هُنا وَ هُناك رِفقة الأوراق وَ الأقلام ..

كان الكاتِب يَجلس فَوق مِقعد مَكتَبه الخَشبي يُحدق بِنوع مِن الهدوء وَ السَكينة بِشاشة حَاسوبه التي تُظهر إليه أخر ما وَصله مِن بَريد إلكتروني، وَ الذِي كان طَلباً آتٍ مِن ذاتُ الشَركة التِي سَبق وَ أنتَجت فِيلماً مِن وَحي خِيال ما كَتب فِي ما سَبق

فَتَجاهل وجود البَريد كَما وَ كأنَه لَم يَراه مِن الأصل، فَلِيس لَديه ما يُقدمهُ حالياً لَهُم أو لِمُحبين كِتاباتَه مِن قِصص أو حَتى كُتب، شَغفه مُنعدم تماماً وَ هَذَا ما يُحاول إستعادته ..

يُحاول إستعادته مُنذُ خَمس سَنوات تَحديداً.

حِينها هَربت تَنهيدة صَغيرة مُتعبة مِن بِين شِفاه الكاتِب يُغلق الحاسُوب مَع عَقل مُثقل بِالأفكار حَول كِيفية إستعادة شَغفه أتجاه أكثر ما كان يَهوى مُمارَسته عَلَى مَدار الساعَة وَ ما هِي إلا الكِتابة وَ المَزيد مِنها فَلَه عالماً يَصل إليه مِن خلالها ..

مَع أن لَديه العَديد مِن الأفكار المُتميزة وَ المُختلفة عَن بَعضها الأخر ..مِنها الخِيالية بِنهايتها السَعيدة، وَ الحَزينة بِنهايتها المَريرة، إلا أنها لَم تُوقد لَهيب شَغفه وَلو قَليلاً لِيكتبها

فَتَحرك مِن مَكانهُ مُغادراً مَقعده مُتجهاً لِأحد رُفوف مَكتبَته يَلتقط أحد الكُتب التِي لَم يُنهيها آخذاً مَكاناً بِزاوية آريكته الجلدِية بِلونها البُني وَ المُقابلة لَها طَاولة زُجاجية تَحتوي عَلى عِدة كُتب آخرى مَع كأس نَبيذ سَبق وَ قد مَلأهُ حَتى المُنتصف

فَأخذ يَستكمل شَرابه رِفقة القِراءة مُتأملاً بِعَسى وَ لعل إستمراريته لَها سَتُعيد شَغفه الضائع يوماً ما ..

بِينما مِن جهة أخرى ..جِهة أخرى مُختلفة جِذرياً مِن ناحِية كُل شَيء مِنها شَاكلةُ الأثاث وَ طَبيعة النُفوس، كان ذُو الخصلات البُنية يَرتكز بِذقنه ضِد طَرف مَكتبه البارِد مُحدقاً بِشاشة حاسُوبه وَ تحديداً ذَاك البَريد الألكتروني الذِي أرسله لِأحد كُتابه المُميزين؛ جيُون جونغكُوك

رُغم أن تايهيُونغ هُنا لَم يَقرأ لَه سُوى مَرةً وَاحدة، بَل وَ لَم يَلتقيه وَجهاً لِوجه عِندما وَقعوا عَقد مُوافقته عَلَى أن تَتحول سِلسلة كِتابه ذُو الأجزاء الأربعة لِواقع حِي ..إلا أن الأمر لا يَزال مُتَرسخ بِعَقله !

لِذا هو كان يَنتظر رَداً بِالموافقة، لِيعاود إنتاج فِيلماً عَظيماً آخراً مِن خِلال هَذَا الكاتِب، كَذاك الذِي أكتسح الوَسط الفَني، بَل وَ أحدث ضَجة رَهيبة عِند أصداره كَفيلم، بَل وَلا يَزال يُقترح كَأحد أكثر الأفلام تَميزاً وَ أختلافاً وَ مُتعتةٍ لِلمُشاهدة !

passionWhere stories live. Discover now