12

17.8K 807 74
                                    

دخلت المنزل في آخر الليل بعد ما أنهيت أعمالي المتراكمة، وجدت سارة تحمل جهاز التحكم تقلّب قنوات التلفاز باهتمام وقد لاحظت دخولي، قالت وهي تعقد حواجبها:

-"من الغريب جداً سماع أخبار المستذئبين على التلفاز، يمكنني أن أحزر بأن الصحفية ساحرة".

بدت وكأنها تخفي شيئا يزعجها لكني لم أرد الضغط عليها، دخلت المطبخ أحضّر بعض الفشار والمكسرات والمشروبات ثم وضعتم على الطاولة أمام التلفاز. اقترحت عليها مشاهدة فلم عن المستذئبين فوافقت وبدت متشوقة جداً:

طوال عرض الفلم لم تزح سارة عينيها عن التلفاز رغم محاولاتي الكثيرة للفت انتباهها، قبلت خدها كثيراً وأنا أمسح بيدي على طول كتفها لكنها بدت كأنها تتهرب مني

-"من عكّر مزاجكِ وجعل العالم يبدوا مظلما هكذا".

التفتت إليّ أخيراً بعيون غائرة ثم أنزلت رأسها سريعا وقالت:

-"أتت أوكتيفيا وأخبرتني بما حدث أثناء غيابي بسببي".

كانت تحاول جاهدة حبس دموعها في مقلتيها، وضعت يدي تحت ذقنها أرفع وجهها إلى مرمى عيناي وقلت بجدية وحنان:

-"ما حدث كان ردة فعلي أنا ولا دخل لكِ بالأمر، إن كان هناك من يجب أن يُأنّب فهو أنا".

قالت وقد فشلت كل محاولاتها في كبتِ بكائها:

-"أثناء مكوثي لم يحبني سوى القلّة القليلة ثم خسرتهم جميعاً بحماقة".

أخذت أصابعي تلملم شعرها وتمسده ثم أجبتها:

-"لم تخسري جميع من يحبك هنا... أنا أحبك، أنا مازلت موجود"، لقد اعترفت بحبي لها للتو بأسخف طريقة على الإطلاق، ولا يبدو عليها أنها لاحظت ذلك.

-"لقد كرهني كل من يعرف بوجودي هنا بسبب كوني بشرية، كان هذا السبب يبدوا سخيفا في البداية لكن الآن يملكون سبباً مقنعاً بحق، لقد دمرت حياتهم وملكهم الذي لم يشهدوا منه غير العدل".

-"لا زلت عادلا يا قلبي، لا تلومي نفسكِ على أي شيء".

اعتدلت في جلوسها ثم احتجزت يدي بين يديها الناعمتان ورفعت بندقيتاها إليّ برجاء جعل قلبي يهتز هزة خفيفة كأنها أشهرت مخالبها في وجهي:

-"إذا أطلق سراح الحراس أرجوك، لا أحتمل فكرة أنهم يعذبون بسببي".

عقدتُ حاجباي وقلت بجدية بعدها:

-"الأمر لا يتعلق بكِ فقط سارة، إن عملهم حراسة الحدود وقد فشلوا في منع مصاصة دماء مستجدّة من الدخول لحدود المملكة. كان عليّ عقابهم، لا أعلم من سيدخل بعد بسبب اهمالهم".

-"ألا تظن أنهم أخذوا كفايتهم من العقاب؟، أطردهم من عملهم إن رأيت أنهم لا يستحقونه لكن رجاءً دعهم يعودون لأولادهم وأحبائهم".

My Pet Wolf ذئبي الأليف Where stories live. Discover now