43 والأخير

2.7K 122 6
                                    

اتبعت طريقة لينكون في إدارة أمور المملكة كنت أحاول تخمين ما سيفعله في كل مرّة أضطر فيها لاتخاذ قرار ما، حتى أصبحت مثله... قليلة الكلام جامدة الوجه.

كنت آخذ قرارات مصيريّة دون تنظيم اجتماع أو مشاورة أحد غير ألبرت فهو يعمل معه منذ أن أصبح ألفا ويعرف كل ما كان لينكون ليفعله، وكما توقّعت... لم ينطق أيّ أحد منهم باعتراض.

وبالطبع.... احتجّ المجلس على كوني ليكان غير مسجّلة وأقاموا محاكمة ضدي أيضاً، لكنهم لم يستطيعوا فعل شيء غير جعلي أدفع ضريبة كبيرة مقابل تأخري في التسجيل.

كنت في مكتب لينكون أقوم بأعماله بينما كان راندال يلعب في الأرض أمامي بألعابه، لقد أصبح عمره خمسة أشهر.

خاطرتني إيف بما جعل قلبي يتوقف:

-"لونا، لقد أستيقظ الألفا وهو بحالة جيّدة".

...

شُلت قدماي وشعرت بدموعي تحرق وجنتاي، لم أخرج من الصدمة إلا بعد فترة طويلة. أخذت راندال لمربيّة التي عرفت منها أن أوكتيفيا وضعت ابنتها عندها أيضاً وذهبت لرؤية أخيها، لكن ما إن وصلت حتى أخبروني أنه خرج لرؤية مسؤولياته وأعماله ورفض حتى الانتظار حتى خروج تحاليله لكنه وعد بالرجوع بعدما ينتهي، الحقير لم ينتظر حتى لرؤيتنا، لن يتغيّر حتى وهو على فراش الموت.

بعد انتظار دام لأكثر من خمس ساعات رجع ضيف الشرف أخيراً، كانت تحاليله قد خرجت في ذلك الوقت وكانت سليمة، لا يحتاج إلا لتغذية صحيّة وبعض الراحة أكثر رغم إصرار إيف على ضرورة تحرّكه كل يوم لتحرير عضلاته وأعصابه التي لم تتحرك منذ أكثر من خمسة أشهر.

كان يبدوا متعباً ومريضاً جداً، وغاضباً أيضا. احتضن اخته وجين وألبرت أخيراً ثم نظر نحوي، كنت أحاول جاهدةً حبس دموعي، نظر بعدها لبطني المسطحة ثم أمسك بيدي ودخل الغرفة التي أعدّوها لإقامته في العيادة لمدّة أسبوع أو أكثر للتأكد من صحته.

لم ينطق كلانا بحرف، دخل للاستحمام ثم خرج بمنشفة حول خصره كالعادة، اتكأ على باب الحمام وظل ينظر لي لفترة، أنزل نظره لبطني ثم قال بابتسامة هادئة أخيراً:

-"فتىً أم فتاة؟".

اشتقت لبحّة صوته حد الموت، كانت ڨولدن تحاول جاهدة لأخذ السيطرة مني واحتضانه حتى تكسير أضلاعه، أغمضت عيناي وأنا أقول:

-"أسميته راندال".

-"اسم جميل".

سقطت دمعتي دون انذار، وقبل أن أمسحها وجدته يقترب مني بسرعة ويحتضنني بقوّة، بكيت بصراخ كالأطفال ولم أتوقف حتى وهو يحاول تهدئتي:

-"كل هذا بسببي".

قال بحنان: -"لا بأس، اهدئي".

أكملت نحيبي أقول: -"لم أعني ما قلته آخر مرّة حقاً، أنا لم أتمنى موتك يوماً".

My Pet Wolf ذئبي الأليف Where stories live. Discover now