23

20.3K 924 144
                                    

رغم الفضول الذي أكل عقلي إلا أني لم أسأله أي شيء عن حياته معها، هو لينكون هكذا... إن كان يريد قول شيء سيقوله وإن لم يرد فلا أمل أن ينطق مهما حاولت. لم يقل شيئاً سوى أنها تخلّت عنه مرّة في طفولته من أجل أن تعيش كنكرة في دار للمسنين والآن تخلّت عنه للمرة الثانية نهائيا، ورغم أنه كان قوياً كفاية ليمنع دموعه من النزول إلا أنّ نبرته فضحت كمّ الانكسار والحزن الذي داخله.

إذا لينكون يكون ابن الغاما الملكي السابق... إن كانت كاثرين أمه فهي أم أوكتيفيا أيضاً لأنها سألت عنها كثيراً حين التقيتها آخر مرة، لكنها بالتأكيد ليست أم آدم على حسب قولها فهو كان لا يزال جنينا حين غادرت. أيمكن أن يكون آدم ابن محظية؟، ولهذا غادرت؟!. لكن لا... هي قالت أن رفيقته كانت حاملاً حين غادرت، أيعقل أن تكون كاثرين هي المحظية، ألهذا كاد يكسر فكي حين شتمته باللقيط؟!، اللعنة رأسي سينفجر من كثرة التفكير.

وبالنسبة لنسياني لذلك كل هذا الوقت، فقد قال لينكون أنه لابد وأنها ألقت تعويذة نسيان عليّ، تعويذة تستدعي ملامستي وأن أنسى أمرها ما إن أخطو عالم المنبوذين، هي لم تفكّر أني سأعود لأخرج لعالم البشر وتبطل تعويذتها.

بما أنها من الساحرات النادرات اللواتي لا يحتجن ترتيل الطلاسم لم تقل شيئاً لأشك فيها... أراهن بأي شيء على أنها فعلت ذلك حين طلبت مني معانقتها دون سبب محدد، لكن وبحق الجحيم لماذا كذبت بشأن كونها أمه؟.

استسلم لينكون لسلطان نومه في حضني بقهرٍ بعد محاربته لكتم غصّة حلقه، أما أنا فلم أنم إلا بعدما تعب عقلي من التفكير في الأمر حتى أعلن استسلامه. في الصباح الباكر رنّ منبه هاتفي المزعج ككل يوم لأستيقظ وأدرك أنني وحدي في الغرفة، تنهّدتُ ووقفتُ من على السرير أستعد للعمل.

ما إن خرجت من الحمام أتجه للخزانة حتى طُرق الباب وكانت تلك جين التي ما إن فتحتُ الباب حتى اندفعت تقول أنها سمعت أنجيلا تقول أن لينكون سيزورها الآن في غرفتها وكانت تطلب من الخدم أن ينظفوا غرفتها بسرعة.

وقفتُ أنظر لها ببلاهة أحاول استيعاب أن لينكون خرج باكراً من غرفتي ليذهب لتلك العاهرة، اللعين، وأنا من تخلّيت عن عنادي تعاطفاً معه. ماذا الآن... هل سيبكي فراق أمه في حضن كل نساء بيت القطيع ليهدأ أم ماذا.

-"لكن لا تقلقي، لقد اعتنيتُ بالأمر".

قالت جين بهدوء وبسمة عكس اندفاعها منذ لحظات.

-"ماذا تقصدين، ماذا فعلتِ جين".

لم تجبني وبقيت على نفس الابتسامة البريئة التي تخفي تحتها مكر الكبار.

-"جيــــــن تكلمي".

رفعت يديها وكتفيها ببساطة لتجيب:

-"فقط غرستُ بعض الدبابيس في السرير وقلبت الفراش ليصبح شائك".

My Pet Wolf ذئبي الأليف Where stories live. Discover now